الأحد، 23 فبراير 2025 02:44 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

هشام بيومي يكتب.. ياسمين

هشام بيومي
هشام بيومي

أقصي ما يمكن أن تعاني منه عندما يكون لديك رغبتان متعارضتان، واحدة منهما واعية والآخري غير واعية، أن تصبح عالقآ. انت تعرف كيف تمضي بحياتك قدمآ إلي الأمام ولكن مع ذلك لا تزال لسبب ما متجمدآ في مكانك. عندما تبدوا الحلول بسيطة جدا أو سهلة للغاية، ومع ذلك يبدوا السير بموجبها مستحيلًا.
عندما تكون عالقآ ولا تستطيع التقدم يكون السبب فيك انت وعليك أن تجد الحل داخلك لا تكن مثل الفأر الذي يركن إلي الراحة عندما وجد قارورة بها كثير من الحبوب، أكل منها بنهم حتي انهي الطعام كله ولم ينتبه للمأزق الذي أصابه حيث أصبح عالقآ في قاع القارورة لا يستطيع الخروج، ويقبل بما يلقي له من طعام حتي يستطيع العيش.
لا تركن إلي الراحة وتخشي أن تعالج عواطفك وخوفك من المستقبل، عندما تعالج نصف عواطفك فقط فأنت تقزم نفسك، فتبدأ تجنب نفسك أي مواقف قد تجلب لك أمرا محبطآ أو غير مريح، لأنك لا تمتلك الأدوات التي تمكنك من التعامل مع ذلك الشعور. وهذا يعني أنك تبدأ تجنب المغامرات التي سيتغير بها حياتك في النهاية إلي الأفضل.
عدم القدرة علي معالجة أزمتك يعني أن تصبح عالقآ معها وتقيم مع غضبك وحزنك ولا تعرف كيف تجعلهما يذهبان بعيدآ.
أن حياتك تقيم في نهاية المطاف من خلال نتائجك وليس من خلال نواياك، فهي لا تتعلق بما تريد القيام به، فلا تخلق أعذار و تستخدم بديل عن الأنجاز بحد ذاته.
عندما يكون لديك هدف، أو حلم، أو خطة، فلا أهمية للنية، فالأمر فقط منوط إذا كنت قد فعلت ذلك أم لم تفعل. وقد تجد في قصة ياسمين بنت كفر المنزلة، دمياط داعم لك ومحفز لكي تكسر القيود في قدمك وتقدم إلي الأمام.
في سن ال 16 عام، رشحت للألتحاق بمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا، وهي مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم المصرية، تركز علي تعليم أسس البحث العلمي وحل أكبر التحديات العلمية والعملية.
تركت ياسمين الفتاة الصغيرة بنت الريف أهلها في دمياط وانتقلت إلي القاهرة وكان هذا أكبر تحدي لها الغربة والبعد عن الأهل والأصدقاء والخروج من دائرة الراحة.
ثاني التحديات المعاناة الكبيرة التي كانت تقابلها حينما ترغب في دخول المعامل ومراكز الأبحاث والتحدث مع الأساتذة الكبار في الأمور العلمية، وذلك لكونها فتاة وصغيرة السن.
كما كان تنقلها في مجتمع ريفي محل أستهجان من البعض لكونها فتاة. ولكنها لقيت الدعم من الأسرة ولم يلتفتون إلي الآخرين.
ياسمين يحي الطالبة التي أطلقت وكالة ناسا الأمريكية اسم عائلتها علي حزمة كويكبات تقديرا لتفوقها العلمي بعد فوزها بالمركز الأول علي مستوي العالم من بين 1700 متسابق من أكثر من 78 دولة من خلال مشروع تقدمت به أسمه طاقة قش الأرز لتحسين وتنظيف وتنمية مصادر المياة وتوليد طاقة كهرباء وتقليل تلوث الهواء، المشروع لحل أكثر من مشكلة الماء والطاقة الكهربائية وتلوث المناخ.
لم تكن الرحلة سهلة مع ياسمين، لقد واجهة الصعاب والعقبات الشديدة ومتعددة ولكن إيمنها بنفسها وثقتها بقدرتها وتمسكها بالهدف، الحلم كان أقوي من اي عقبات.
في مصر حظيت ياسمين بعديد من التكريم حيث كرمها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتكريم من وزير التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضة.

مقالات الرأي

آخر الأخبار