د. رشا محمد تكتب: أهمية الروتين اليومي في الصحة النفسية.


هل فكرت يومًا في تأثير روتينك اليومي على حالتك النفسية؟
هل تشعر بأن أيامك متشابهة ومملة أم أنك تجد في الروتين استقرارًا وراحة؟
كيف تشعر عندما تبدأ يومك دون خطة واضحة؟ وهل يؤثر ذلك على إنتاجيتك ومزاجك؟
هل تفضل العشوائية أم أن وجود نظام محدد يجعلك أكثر راحة وسعادة؟
إذا تأملت هذه الأسئلة، ستجد أن الروتين اليومي ليس مجرد تكرار للأعمال، بل هو مفتاح أساسي للحفاظ على الصحة النفسية والاستقرار العاطفي.
الروتين اليومي والاستقرار النفسي
في عالم مليء بالتغيرات السريعة والضغوط المستمرة، يصبح الروتين اليومي بمثابة مرساة نفسية تحمينا من الشعور بالفوضى والتشتت. فعندما نمتلك جدولًا منظمًا، نشعر بمزيد من التحكم في حياتنا، مما يقلل من القلق والتوتر.
وقد أظهرت الدراسات النفسية أن وجود روتين يومي منتظم يعزز الشعور بالراحة النفسية ويقلل من فرص الإصابة بالاكتئاب والقلق. فالعقل البشري يميل إلى حب النظام، وعندما تكون حياتنا مرتبة، نشعر بالأمان والاستقرار.
والمفكرون عن الروتين؟
يقول ويليام جيمس، أحد مؤسسي علم النفس الحديث: "كل حياتنا، طالما لم نقم بإعادة تشكيلها بشكل واعٍ، ليست سوى مجموعة من العادات"، مما يعني أن بناء روتين صحي هو في جوهره بناء لعادات إيجابية تؤثر على حياتنا بالكامل.
أما مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك، فيقول: "أحاول أن أبسط حياتي بقدر الإمكان حتى لا أضيع طاقتي في اتخاذ قرارات غير ضرورية، وهذا يؤكد أهمية الروتين في تقليل الضغط النفسي الناتج عن اتخاذ القرارات المتكررة.
وفقًا لعلم النفس الإيجابي، فإن وجود روتين يومي متوازن يعزز مفهوم "التدفق" (Flow) الذي وضعه عالم النفس ميهالي تشيكسنتميهالي، وهو الحالة التي يكون فيها الشخص منغمسًا تمامًا في نشاط يجلب له المتعة والتركيز العميق. عندما يكون لدينا جدول يومي منظم يشمل أنشطة مفيدة ومتكررة، فإننا نصل إلى هذه الحالة بسهولة، مما يعزز سعادتنا وإحساسنا بالإنجاز.
كيف تبني روتينًا صحيًا يدعم صحتك النفسية؟
ابدأ يومك بنشاط هادف: استيقظ في وقت محدد، مارس التأمل أو الصلاة أو القراءة لبداية إيجابية.
حدد أولويات يومك: ضع خطة واضحة لما تريد إنجازه، حتى لا تشعر بالفوضى أو التشتت.
مارس الرياضة: النشاط البدني يحفز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين.
خذ فترات راحة منتظمة: لا تجعل يومك مليئًا بالعمل دون راحة، فذلك قد يؤدي إلى الإرهاق.
اجعل وقت النوم مقدسًا: النوم الجيد عنصر أساسي في الحفاظ على التوازن النفسي.
خصص وقتًا لنفسك: سواء كان للقراءة، أو الهوايات، أو الجلوس مع العائلة، فذلك يعزز الشعور بالسعادة.
ختامًا
الروتين اليومي ليس قيدًا يكبل حريتك، بل هو إطار منظم يمنحك راحة واستقرارًا نفسيًا. عندما تدرك أهميته، ستتمكن من بناء حياة أكثر اتزانًا، حيث تصبح العادات الصحية جزءًا من يومك، مما يعزز سعادتك وإنتاجيتك. فكما يقول الكاتب الأمريكي هال إلرود: "كيف تبدأ يومك يحدد كيف تعيش حياتك".
والآن، ما العادة التي ستضيفها إلى روتينك اليومي لتجعل حياتك أكثر توازنًا وسعادة؟