هشام بيومي يكتب: القدوه والمثال


تدمير الدول عن طريق تفكيك المقومات الأساسية وأهمها خلق جيل جديد فاقد للهوية والمبادئ والقيم الدينية والاخلاقية وإضعاف عمليات البناء النفسي والوجداني وتشكيله ثقافيآ.
في محاضرة للعميل السوفيتي ورجل المخابرات توماس شوفان قال ان أعلي فنون الحرب هو تخريب اي شئ ذو قيمة في دولة العدو، حتي يأتي الوقت الذي يكون فيه إدراك عدوك للحقائق مختل لدرجة أنه لا يراك عدوا له وأن نظامك ، حضارتك، طموحاتك بنظر عدوك تكون بديل وأن لم تكن مرغوبة ستكون علي الاقل عملية، وهذا هو آخر مراحل التخريب، بعدها يمكنك اسقاط عدوك بسهولة دون ان تطلق طلقة واحدة.
تتكون عملية التخريب علي المستوي الفكري اربع مراحل وهي الدين، التعليم، الإعلام، والثقافة.
هذه المراحل تأخذ من 15 الي 20 سنة لكي تدمر المجتمع وهي الفترة اللازمة لتعليم جيل واحد من الطلاب أو الأطفال وتشكيل منظور ايدلوجي لشخصية هذا الجيل.
يقول توماس بالنسبة للدين نعمل علي تسيسه والتجارة به. أما التعليم يتم تدريس الأمور التافه والعلوم القديمة مثل الطبخ وتاريخ الحروب. العنصر الثالث يتم احتكار الإعلام وتناول القضايا الغير المهمة. وخلق بطولات زائفة في مجال الثقافة وتدمير سمعة القدوة التاريخية.
كل هذا كفيل بنشر الجهل وانتشار الشائعات والهوس بالغيبيات وأمور السحر والشعوذة وفي نهاية عملية تفكيك الدولة علي المستوي الفكري نصل الي ضعف الولاء للدولة وشعب تسوده الكراهية والأنشقاقات.
مواجهة هذه المخطط واجب وطني علي المثقفين فهم عقل الأمة، العقل الذي من خلاله يتم حشد وتنسيق وإنتاج المعرفة ودراسة البيئة الداخلية والخارجية وتوقع المستقبل، هم النور الكاشف في الظلام والقدرة علي قراءة واستغلال مصادر قوتنا لصالح الغايات الوطنية. وعلي المثقفين تقديم القدوة والمثال للشباب في المجالات المختلفة حتي يتكون جيل مرتبط بالأهداف الوطنية والرؤية الواضحة ويمتلك الإرادة التي تعبر عن الدولة في مواجهة محاولات العدو لتفكيك قواعد الارتكاز الثقافية، لذلك علينا أن نتمسك بالاعمدة الأساسية لعظماء مصر، وأحد القواعد الأساسية لمصر ولد في القاهرة عام 1939 درس وتخرج في كلية الطب جامعة عين شمس قسم مسالك بولية، إنه الدكتور العالمي محمد احمد غنيم. احد رواد زراعة الكلي في العالم.
سافر الي إنجلترا للتدريب لمدة عامين بعد حصوله علس الماجستير في جراحة المسالك البولية عام 1967 ليحصل علي درجة الزمالة، ثم سافر الي الولايات المتحدة الأمريكية ومنها الي كندا في رحلة علم ودراسة. بعد عودته عين مدرسا في كلية الطب جامعة المنصورة لتكون نقطة انطلاق حيث أسس اول مركز متخصص لزراعة الكلي في الشرق الأوسط ليسطر أمجاد علمية وطبية في مصر والعالم.
حصل الدكتور غنيم علي الدكتوراة الفخرية في الطب من جامعة جوتنبرج السويدية عام 1988.
تلقي العالم المصري العديد من الجوائز منها وسام فيليكس جويوندن الجمعية الدولية لجراحة المسالك البولية وميدلية هاري سينس من الرابطة الأمريكية وجائزة مبارك العلمية وميدلية سانت باو من الجمعية البريطانية.
حاصل علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الطبية عام 1977.
وجائزة الدولة التشجيعية في العلوم عام 1978.
الدكتور غنيم عضو مجلس إدارة العديد من الجمعيات الدولية والعالمية في جراحة المسالك البولية.
أصدر العالم الكبير 47 كتاب متنوع باللغتين العربية والإنجليزية. قدم ما يقرب من 130 ورقة بحث في كبري المجلات العلمية العالمية.
العالم المصري الكبير له إنجازات عديدة وتحديات طبية تدخله التاريخ كواحد من رواد النهضة العلمية والطبية في مصر.
اكتور غنيم صاحب رسالة في المقام الأول علي المستوي الإنساني وقدم إسهامات علي المستوي العلمي والأكاديمي وامتد دوره في تقديم آراء مؤثرة في إصلاح التعليم والبحث العلمي في مصر.