الأحد، 23 فبراير 2025 06:44 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. رشا محمد تكتب: ماذا لو عشنا بلا مشاعر؟ الحياة بلا قلب... هل تستحق أن تُعاش؟

د. رشا محمد
د. رشا محمد

كيف ستكون الحياة دون مشاعر؟
هل فكرت يومًا كيف ستكون الحياة إن لم نشعر بأي شيء؟ كيف سيكون يومك إن لم تفرح عند تحقيق هدف، أو لم تحزن عند فقدان شخص عزيز؟ هل يمكنك أن تتخيل عالمًا بلا حب أو خوف أو تعاطف؟

معظمنا سيتفق أن الحياة ستكون موحشة وكئيبة، فالمشاعر ليست مجرد ترف، بل هي جوهر وجودنا الإنساني، وهي التي تجعل الحياة تستحق أن تُعاش. ولكن ما هي المشاعر؟ وما أنواعها؟ وكيف يمكننا فهمها والتعامل معها؟

ما هي المشاعر؟
المشاعر هي استجابات نفسية وجسدية تحدث نتيجة تفاعلنا مع الأحداث المحيطة بنا، فهي التي تجعلنا نشعر بالسعادة عند النجاح، أو بالغضب عند الظلم، أو بالخوف عند مواجهة خطر. ويُعدّ الشعور بالمشاعر جزءًا أساسيًا من التجربة البشرية، حيث إنها تؤثر على قراراتنا وسلوكياتنا وحتى صحتنا النفسية والجسدية.

المشاعر الإيجابية والسلبية
تنقسم المشاعر عمومًا إلى نوعين:

المشاعر الإيجابية: مثل الفرح، الحب، الامتنان، الرضا، الحماس، وهذه المشاعر تعزز الشعور بالسعادة والاستقرار النفسي.
المشاعر السلبية: مثل الحزن، الغضب، الخوف، القلق، وهذه المشاعر – رغم أنها قد تبدو غير مرغوبة – إلا أنها ضرورية لحمايتنا وتحفيزنا على التعامل مع التحديات.
المشاعر الأولية والثانوية
المشاعر الأولية هي المشاعر الفطرية التي يولد بها الإنسان، وتشمل:

الفرح
الحزن
الغضب
الخوف
الاشمئزاز
المفاجأة
أما المشاعر الثانوية، فهي مشاعر معقدة تنشأ من تفاعل المشاعر الأولية مع التجارب الحياتية والتنشئة الاجتماعية، وتشمل:

الخجل
الذنب
الفخر
الغيرة
الحسد
قصة توضيحية: المريض "إليوت" الذي فقد مشاعره
من الحالات النفسية التي وثّقها العلماء، هناك قصة مشهورة من كتاب "Descartes’ Error" لعالم الأعصاب أنطونيو داماسيو، حيث يروي قصة رجل يُدعى "إليوت" كان ناجحًا في حياته وعمله، لكنه خضع لجراحة دماغية لإزالة ورم أثّر على قدرته على الشعور بالمشاعر. بعد الجراحة، أصبح إليوت غير قادر على اتخاذ القرارات بشكل طبيعي، ليس لأنه فقد قدراته العقلية، بل لأنه لم يعد يشعر بأي شيء تجاه الخيارات التي أمامه. كانت حياته فارغة من الحماس والخوف والفرح، مما أدى إلى انهيار حياته العملية والشخصية.

هذه القصة توضح أن المشاعر ليست مجرد كماليات، بل هي ضرورية لاتخاذ قرارات حكيمة والعيش حياة متزنة.

كيف تفهم مشاعرك؟
اسمح لنفسك بالشعور: لا تحاول قمع مشاعرك أو تجاهلها، بل اسمح لها بالظهور حتى تفهمها.
حدد مشاعرك بدقة: لا تقل "أنا حزين" فقط، بل حدد نوع الحزن: هل هو إحباط؟ خيبة أمل؟ فقدان؟ كلما كنت دقيقًا، كان فهمك أعمق.
راقب تأثير المشاعر على سلوكك: كيف تؤثر مشاعرك على قراراتك وتفاعلاتك مع الآخرين؟
استخدم الكتابة أو التحدث عن مشاعرك: تدوين مشاعرك أو التحدث عنها مع صديق موثوق يساعدك على تنظيمها وفهمها.
مارس الوعي الذاتي والتأمل: تقنيات مثل التأمل واليقظة الذهنية تساعدك على مراقبة مشاعرك دون الانجراف معها.
الخاتمة
المشاعر ليست مجرد تفاعلات عشوائية، بل هي البوصلة التي توجهنا في الحياة، فهي تساعدنا على اتخاذ القرارات، والتواصل مع الآخرين، والتكيف مع التحديات. وبدونها، تصبح الحياة فارغة من المعنى. لذا، بدلاً من قمع مشاعرك أو الخوف منها، حاول فهمها والتعامل معها بوعي، لأن إدراك مشاعرك هو الخطوة الأولى نحو حياة أكثر توازنًا وسعادة.

مقالات الرأي

آخر الأخبار