كلما تكالبت عليا الأيام وازدادت قسوة الحياة. ذهبتُ إليك شاكيهً باكيهً.
آحكي لك عن كل مايجول في خاطري بتفاصيل طويلهً مسترسله.
تسمعُ دوماً ٱنيني وتداوي جراحي قائلاٌ لي:
طبيبك المخلص الصادقٌ.
تحاورني تارة تناقشني وتارة اخرى تجادلني كفي ياطفلتي عن ذاك الصخبِ.
معكَ وحدك اتحدث بكل طلاقة دون حياءً أو خجلي.
بقربك لا اكترث بأي وقت أشكو إليك وجعي.
فلا.يبعدك عني شروق الشمسِ ولا سدول الليلي.
فتسمعني وتُسمعني دوماً دون كللي.
ماسحاً دمع عيني الجاري كالنهري.
خزانةٌ كبيرة انت لأسرار حياتي مهما اضفت إليها تتسع بحنان كأتساع رحمي الأم لوليد جعلها وطنه.
وما أن انتهي،من حديثي إليك أجدك ترسم على ثغري بسمة من نور وأمل يصطع شعاعها فتنير الأفقي.
وكلما مكثت معك ٱزداد اشتياقي وتهيج اللوعي.
أنت وحدك صديقي الصادق الصدوق
فبأسمك نزلت سورة القلمِ.
وكفاكَ فخراً وهيبة
أنك من معجزاتي سيد الخلقِ فهو النبي الأمي معلمي البشري.
حروفك تمايلت دلالاً وجمالاً
فخطت نون والقلمُ.
فهذا القاف ..
قافلة تسير لحفظ كل ماصيغا من علمً ومن أدبً.
وتمايل اللام بدلال فهو لؤلؤة مكنونة تحفظ أسرار الكتبِ.
وذاك الميم مختالاً فهو
مهد كل شاعر او كاتب
للعلياء يطمحُ.
صديقي أنت ايها القلمِ
لن يبعدني عنك مخلوق ولا صخرا.
مؤنس أنت لوحدتي وشريك فرحي وحبيباً وطبيباً وقت الٱلمُ.
آه كم احنو دوماً إلى عناقك بين أناملي
لأبوح لك بما يخالجوا الصدري.
وبقربك وحدك اشعر بقوة وأمان وانني اكثر مالاُ وعزةُ ممن ملك المدني.
فالمال يُمكن أن يجنيه كل عالم وكل جاهل
أما القلمُ فهو منحةً الإله لأولي الهممُ