السبت، 22 فبراير 2025 06:39 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. امينه زنون تكتب.. مشكلة الحرية في الفلسفة الإسلامية

د. امينه زنون
د. امينه زنون

هل الإنسان مُخيرأم مُسير، مُجبر في أفعاله أم حر؟؟

تختلف الآراء حول مشكلة الحرية في نظر الفلاسفة الإسلاميين
وكان من بين تلك الآراء

أولاً : الجبرية او الجهمية

هي فرقة إسلامية ظهرت في العصور الوسطى، وهم يعتقدون أن الله هو الذي يفرض إرادته على البشر، وبالتالي لا يوجد حرية إنسانية حقيقية.

تعتقد الجبرية أن الله هو الذي يخلق أفعال الإنسان، وبالتالي لا يمكن للإنسان أن يختار أفعالَه. هذا المفهوم يؤدي إلى أن الإنسان لا يكون مسؤولاً عن أفعالَه، بل الله هو الذي يتحمل المسؤولية.
وهم يعتقدون أن هذا المفهوم يؤدي إلى التوحيد والاعتراف بقدرة الله.
وسميت الأهمية نسبة إلي الجهم بن صفوان (ت 128 هـ)

وأطلق عليها البعض
الجبرية لانه كانت أهم ارائهم قضية الحرية وهل الإنسان مسير ام مخير مجبر علي أفعاله أم حر
ورأو أن الإنسان مجبر في جميع أفعاله و أن الله هو الذي يفرض إرادته على البشر، وبالتالي لا يوجد حرية إنسانية حقيقية.
لانهم يعتقدون أن هذا المفهوم يؤدي إلى التوحيد والاعتراف بقدرة الله.

ثانياً: المعتزلة : -

المعتزلة هي فرقة إسلامية ظهرت في العصور الوسطى، وهم يعتقدون أن الإنسان يتمتع بحرية الإرادة، ويمكنه اختيار أفعالَه،
وهم يرون أن الله يمنح الإنسان الحرية، ولكن يظل مسؤولاً عن أفعالَه ، مما يؤدي إلى العدل والتوازن في الكون.

من أهم الشخصيات التي ارتبطت بالمعتزلة:
واصل بن عطاء (ت 131 هـ)
ثم جاءت فرقة اخري ردا علي الجهمية والمعتزلة

ثالثاً : الاشاعرة
هي فرقة إسلامية ظهرت في العصور الوسطى، وهم يعتقدون أن الله هو الذي يفرض إرادته على البشر، ولكن يمنحهم أيضًا الحرية في الاختيار.

تعتقد الأشاعرة أن أفعال الإنسان هي نتيجة لإرادة الله، ولكن يظل الإنسان مسؤولاً عن أفعالَه ، وهم يعتقدون أن هذا المفهوم يؤدي إلى التوحيد والاعتراف بقدرة الله. كما يرون أن هذا المفهوم يؤدي إلى تحقيق العدل الإلهي، حيث يُثاب الصالحون ويُعاقب الفاسدون.

من أهم الشخصيات التي ارتبطت بالأشاعرة:

- أبو الحسن الأشعري (ت 324 هـ)

يعتقد الاشاعرة أن الله هو الذي يفرض إرادته على البشر، ولكن يمنحهم أيضًا الحرية في الاختيار.


رابعآ: ابن رشد :

يري ابن رشد أن الإنسان مسير لا شأن له في خلق أفعاله تصديقا بقوله تعالي《 أنا كل شيء خلقناه بقدر》 سورة القمر آية٤٩
وقوله تعالي 《 ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك علي الله يسير ، سورة الحديد آية ٢٢》صدق الله العظيم

إذ فرضنا أن الإنسان حر فيما يفعل وهو خالق أفعاله ، فان فى ذلك تقليص لمشيئة الله ولوجب أن تكون هناك أفعال خارجة عن مشيئته واختباره فيكون ها هنا خالق غير الله وهو ما يناقض إجماع المسلمين وإن فرضناه غير مكتسب لأفعاله بل مجبرا عليها أصبح التكليف من باب الاستحالة وإلا أصتدمنا بالسؤال المحير : وكيف يعقل أن يكلف بما لا يطاق ، مع أن الاستطاعة والقدرة من شروط تكليف العباد ؟ وكيف يعقل أيضا أن يكون مجبرا على فعل شيء. ثم يحاسب عليه ثوابا أو عقابا .

أراد ابن رشد أن يخرج من ذلك المأزق الذي اعترض تفكيره حين واجه الأدلة السمعية التي تتعلق بتلك المشكلة من ناحية، وحين نظر إلى تراث الفرق الكلامية من معتزلة ، وأشاعرة وجبرية ووجدها هي الأخرى متباعدة متنافرة فيما بينهما .

وجد ابن رشد أن الحل الأمثل لتلك المشكلة يكمن في الجمع بين نظرية الاختيار ولكن ليس على طريقة الأشاعرة - والتي هي في رأيه إلى الجبر أقر الاختيار .

هذه الآراء تظهر التنوع في الفكر الإسلامي حول مشكلة الحرية

ابن رشد (ت 595 هـ) كان فيلسوفًا إسلاميًا من أهم الشخصيات في تاريخ الفلسفة الإسلامية، يعتقد أن الحرية الإنسانية ليست نتيجة لإرادة الإنسان فقط، بل هي نتيجة لإرادة الله أيضًا.
في كتابه "تفسير ما بعد الطبيعة لأرسطو"، يعتقد ابن رشد أن الإنسان يتمتع بحرية الإرادة، ولكن هذه الحرية مقيدة بالقوانين والقيم الإلهية.
رفض ابن رشد أراء كل من الجبرية والمعتزلة فقد اعتمدت كل فرقة منها على بعض النصوص دون البعض الآخر فجاء فهمها قاصراً ثم إن كلا من هذين الاتجاهين قد نظر إلى المسألة من زاوية معينة فالاتجاه الجبري نظر إليها في ضوء فهمه القدرة الله المطلقة وظن أن القول بحرية الجوهر الإرادة ينقص من القدرة الإلهية ولهذا فقد أنكرها وقال بالجبر. أما الاتجاه الثاني فقد عالج المسألة في ضوء العدل الإلهى وظن أن القول بالجبر يتنافى مع عدل الله تعالى قدره اولهذا قال بالحرية .
( حيث ان عدل الله يقتضى أن لا يكلف إلا من كان حرا )

كان رد الأشعري على أن العبد مجبر أن للعبد كسبه واختباره ، والكسب هو مجرد تعليق القدرة العبد وإرادته بالفعل ، وهذا الفعل من صنع الله لأن قدرتنا لا تؤثر في مقدورها معنا وفى نفسها مخلوقة لله ، وكل ما في الأمر إن الله أجرى سنته بأن يخلق مع القدرة الحادثة الفعل الذي أراده العبد وقصد إليه .

وكان رد ابن رشد : إذا كان الأمر كذلك فعلام يحاسب المرء ؟ ويرد الأشعري بأن المرء سيحاسب على كسبه واختياره لأنه مستطيع ، ولكننا نرى أن الاستطاعة عنده ليست من ذات الإنسان لأنها لو كانت من ذاته للازمته دائما . والإنسان كما نعلم يكون مستطيعآ أحيانا وغير مستطيع أحيانا أخرى فهي عرض منحه الله العبد عند الحاجة يوجد عند الفعل ولا يبقى زمانين كسائر الأعراض .

وفی رأی ابن رشد أن تسليمهم بأن الله يخلق الأفعال كلها إرادية أو غير إرادية هو اعتراف صريح بأن الإنسان مجرد من الحرية لا يستقل بأفعاله وهم إلى الجبر أقرب منه إلى الاختبار لأنه وإن اعترف بقدرة العبد وإرادته فإنه لا يلبث أن يجردهما من كل تأثير بحيث يستوى عندئذ تقيهما أو إثباتهما .


حاول ابن رشد أن يخرج بحل وسط يصور فيه مشكلة الحرية الإنسانية تصويرا يتلاءم مع استقلال الذات الإنسانية وحرية الإرادة من جهة ، ومع مبادئ الشريعة من جهة أخرى ولم يكن هذا الحل الوسط على طريقة نظرية الكسب الأشعرية التي هي في اعتبارها إلى الجبر أقرب منها إلى الاختيار كما سبق وذكرنا ولكنه التزم في هذا الحل بالمنهج العقلي وبالتأويل البرهاني لقضايا ونصوص الشريعة والذي يخالف ظاهرها ، مع تمسكه بالمبدأ الفقهى الذى يقرر أنه لا تكليف بدون حرية وإرادة حتى يمكن إقامة دعائم الجزاء والمسئولية ، وأنواع القصاص أو العقوبة ، فهل وفق رشد في الوصول إلى هذا الحل ؟؟؟

رأی ابن رشد في مشكلة الحرية :

يقوم رأى ابن رشد في إثبات الحرية الإنسانية على دعامتين أساسيتين هما

- الاستمساك بمبدأ السببية وتقرير العلاقة الضرورية بين الأسباب ومسبباتها


- القول بالعناية الإلهية التي تلائم بين حرية العبد من جانب ونظام الكن من جانب آخر

مقالات الرأي

آخر الأخبار