لا تتهرب من الخسارة، ولا تخشَ الفشل، ولا تجلد ذاتك على الأخطاء… فالخطأ ليس جريمة، والخسارة ليست عارًا، والتعثر لا يعني أنك غير جدير بالنجاح. نحن نكبر بما نمر به، نكتشف قوتنا وسط الألم، ونصقل أرواحنا بالتجارب التي ظنناها ستكسرنا. من لا يختبر الألم، لا يدرك قيمته، ومن لا يتعثر، لا يعرف كيف ينهض. التعلم ليس امتيازًا لمن يخشون السقوط، بل لمن يحولون كل عثرة إلى درس، وكل خسارة إلى بداية جديدة.

جلد الذات لن يعيد لك ما فقدته، ولن يمحو أخطاء الماضي، لكنه قادر على أن يسلب منك طاقتك وفرصك القادمة. أن تبقى عالقًا في دوامة الندم يعني أن تمنح خسائرك سلطة عليك، وكأنك تعاقب نفسك بلا نهاية. لكنك لست أول من يخطئ، ولن تكون الأخير، والفارق الوحيد بين من ينجح ومن يغرق في دوامة الندم هو القدرة على الغفران للنفس والمضي قدمًا.

لا تتوهم أن الماضي يمكن أن يُعاد أو يُصلَح. لا أحد يملك رفاهية العودة إلى الوراء لتغيير ما كان، لكننا جميعًا نملك القدرة على تغيير ما سيكون. الفرص لا تأتي لتعوضك عمّا فُقد، بل لتمنحك ما لم يكن لديك من قبل. العالم لا ينتظرك كي تندب أخطاءك، بل يدعوك لأن تصنع من هشاشتك قوة، ومن ندمك دافعًا للحياة.

لا تسمح للماضي أن يقتات على حاضرك، ولا تدعه يسجن أفكارك بين "ماذا لو" و"كان يجب أن". ما حدث قد حدث، والوقت الذي تقضيه في الندم عليه هو وقت تهدره من عمرك. لا تمنحه أكثر مما يستحق. امضِ قُدمًا، حتى لو كان قلبك مثقلًا، وحتى لو كانت خطواتك متعثرة.

الماضي لا يموت، لكنه يتخفى في زوايا ذاكرتك، يحاول الظهور كلما ضعفت، كلما ترددت، كلما سمحت له بأن يتنفس داخل أفكارك. لكنه لن يسيطر عليك ما لم تمنحه أنت هذه القوة. لا تُطعمه من وقتك، ولا تترك له نافذة يعبث من خلالها بأحلامك.

إن كنت إنسانًا، فستخطئ. ستحزن. ستفقد شيئًا تحبه. لكنك أيضًا قادر على أن تنهض، أن تحيا رغم الخيبة، أن تمشي رغم الجراح. لا تبقَ في مكان سقوطك، ولا تسمح لألمك بأن يكون قبرًا لأحلامك.

اجعل أخطاءك ذاكرة تتعلم منها، لا سجنًا يحدك. اجعل سقوطك محطة للنهوض، لا مستقرًا تبقى فيه إلى الأبد. فالحياة ليست ما خسرته، بل كل ما لم تكتشفه بعد.

انهض… النور ينتظرك دائماة