الخميس، 3 أبريل 2025 06:58 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. رشا محمد تكتب: اكتئاب ما بعد رمضان: أسبابه وأعراضه وأفضل 6 طرق للتغلب عليه

بوابة المصريين

حين يرحل الضيف العزيز

تخيل أن لديك ضيفًا غاليًا على قلبك، ضيفًا يأتيك كل عام محملاً بالنور والدفء، يملأ أيامك بالحركة والبركة، يضبط يومك بإيقاع خاص، حتى تصبح أيامك أكثر انتظامًا وروحك أكثر سكينة. ثم فجأة، يرحل هذا الضيف العزيز، تاركًا وراءه فراغًا عميقًا وهدوءًا غريبًا يكاد يكون موحشًا. تشعر وكأن شيئًا ما قد انتُزع من يومك، وكأنك تحاول التأقلم مع واقع أقل إشراقًا وأقل دفئًا.

لماذا نشعر بالاكتئاب بعد رمضان؟
فجوة روحانية: خلال رمضان، نكون أقرب إلى الله بالطاعات والعبادات، وعند انتهاء الشهر قد نشعر بتراجع في هذا الجانب، مما يخلق فراغًا نفسيًا وروحانيًا.

العودة إلى الفوضى: في رمضان، يكون نمط الحياة أكثر انتظامًا بسبب أوقات السحور والإفطار والصلاة، وبعده، يعود الكثيرون إلى العشوائية في النوم والطعام والعادات اليومية.

فقدان الأجواء الجماعية: يرتبط رمضان بتجمع العائلة على الإفطار وصلاة التراويح في المسجد والأجواء الروحانية العامة، ومع انتهائه، تقل هذه اللحظات الدافئة.

التغيرات الفسيولوجية: بعد صيام شهر كامل، يمر الجسم بتغيرات هرمونية وسلوكية، وعند العودة المفاجئة للعادات السابقة، قد يؤدي ذلك إلى تقلبات مزاجية أو شعور بالخمول والاكتئاب.

كيف نتعامل مع اكتئاب ما بعد رمضان؟
1- الحفاظ على الروتين الروحاني: لا تجعل عباداتك تنخفض فجأة، بل حاول الحفاظ على بعض العادات الرمضانية مثل قراءة القرآن، الصيام المتقطع، أو قيام الليل ولو بركعتين.

2- تنظيم النوم والطعام: التدرج في العودة إلى النظام المعتاد يساعد على تجنب الشعور بالتعب والكسل.

3- احرص على النوم مبكرًا والابتعاد عن تناول الطعام بشكل عشوائي.

4- البحث عن بدائل للأنشطة الجماعية: استمر في التجمعات العائلية، أو انضم لمجموعات تهتم بالتنمية الروحية أو التطوعية للحفاظ على الشعور بالمجتمع والدعم المتبادل.

5- تحديد أهداف جديدة: ضع لنفسك أهدافًا واضحة بعد رمضان، سواء في العمل، أو التعلم، أو تطوير الذات، حتى لا تشعر بالفراغ.

6- التدرج في العودة للحياة الطبيعية: لا تجبر نفسك على الانتقال المفاجئ من أجواء رمضان إلى إيقاع الحياة المعتاد، بل خذ وقتك لإعادة التأقلم.

في النهاية، اكتئاب ما بعد رمضان هو حالة طبيعية يمكن تجاوزها بالتخطيط والاستمرار في استثمار ما اكتسبناه خلال الشهر الكريم. وكما أن رمضان يمنحنا فرصة للبداية الروحية، فإن ما بعد رمضان هو فرصة لاختبار قدرتنا على الاستمرار.

مقالات الرأي

آخر الأخبار