مَن منا في مشوار حياته لم يبحث عن السعادة ؟
جميعنا نسعي جاهدين للبحث عن السعادة .. ونقوم دائما بأشياء متنوعة لنصبح اكثرسعادة …هل سالت نفسك يوماً ماهي السعادة بالنسبة لك؟ وهل ما يجعلك سعيداً يجعلني انا أيضاً سعيدا ً؟
بالطبع لا !! لان السعادة أمر نسبي .
هناك من يتخيل ان السعادة الحقيقية في
المال وآخر يحسبها في الأبناء وهناك من يتصور انها في المال وآخر يعتقدها ف السلطة والجاه وهكذا …الخ
فما يجعلك سعيدا قد يكون لا يمثل لي شيئاً والعكس صحيح.
ونحن في رحلتنا للبحث عن السعادة وجدنا انها مختلفة وطرق الحصول عليها متنوعة تختلف من شخص لآخر.

و كان لعلم النفس باع آخر في البحث عن السعادة حيث
تعد السعادة إحدى أهداف علم النفس الإيجابي بل وأهمها بوصفها الغاية القصوى التي يطمح إليها كل إنسان، فهي غاية الغايات، ومطلب ورجاء كل راغب في الحياة، وأملأ ينشده الجميع، والسعادة مفهوم نسبي يختلف من شخص لآخر، فالبعض يرى السعادة في الصحة، والبعض يراها في المال، وهناك من يراها في الجاه، ويحددها آخرون بالحياة المفعمة بالصحة النفسية، ويراها آخرون في الحياة الخالية من الغش والخداع، وهكذا تتعدد أنواع السعادة وأنماطها

فكما أشار سيليجمان في كتابه السعادة الحقيقية ان السعادة هي حالة ذهنية إيجابية تتميز بالرضا والقبول للحياة كما انها لا تعتمد على العوامل الخارجية فقط، بل تتأسس أيضًا على العوامل الداخلية.

لقد تم تناول السعادة في الفكر الأدبي والفلسفي، وكان هناك
جدل حول ما تشكله السعادة من أهمية في حياة الأفراد، فقد وجد العديد من المفاهيم والمترادفات لهذا المفهوم في المجال الأدبي والفلسفي، ومن ضمن هذه المفاهيم
(Pleasure)، والبهجة (Joy اللذة )
(Euphoria) والانشراح ، (Satisfation)والرضا .

نظرية السعادة الحقيقية في علم النفس الإيجابي تم تطويرهاتم
بواسطة مارتن سيليجمان، وهو عالِم نفس أمريكي مشهور

مارتن سلجمان

وُلد في 12 أغسطس 1942 في ألباني، نيويورك حيث يُعتبر مؤسس علم النفس الإيجابي وقد سعى لدخول حقبة جديدة من علم النفس تركز أيضًا على العوامل التي تجعل الناس يشعرون بالسعادة.
يعمل سيليجمان حاليًا كمدير لمركز علم النفس الإيجابي في جامعة بنسلفانيا⁵
سيليجمان يعتبر رائدًا في مجال علم النفس الإيجابي الذي
يهدف إلى دراسة الجوانب الإيجابية للإنسان، مثل
( القوى والفضائل والسعادة )
يركزسيليجمان في دراساته على تعزيز الصفات الإيجابية وتحسين الأداء…فيُعتبر مارتن سيليجمان شخصية مؤثرة في مجال علم النفس الإيجابي، ونظرياته تساهم في تعزيز الرفاهية والسعادة لدى البشر وأهمها:

نظريةPERMA

(يعتبر نموذج perma ) من أهم مفاهيم سيليجمان
- يدرس ما يختار الناس لزيادة مستوى رفاهيتهم، بما ذلك العوامل التالية
العاطفة الإيجابية
العلاقات الإيجابية
المشاركة
المعنى
الالتزام

للعوامل الخمسة للسعادة (PERMA)
- هذا النموذج يعكس العوامل الرئيسية التي تساهم في السعادة والرفاهية
العاطفة الإيجابية (P)
تشير إلى الشعور بالسعادة
والرضا والمرح. يمكن تحقيقها من خلال الأنشطة الممتعة والتفاعلات الإيجابية
العلاقات الإيجابية (E)
تشمل العلاقات القوية الآخرين والتواصل الإيجابي والدعم المتبادل
المشاركة (R)
يتعلق بالانخراط في الأنشطة والهوايات التي تمنحنا شعورًا بالتحدي والتدفق.
المعني (M)
يتعلق بالشعور بالهدف والمعنى
الحياة، سواء من خلال العمل أو العلاقات أو الإسهام في المجتمع
الالتزام (A)
يتعلق بالالتزام بأهدافنا والتحلي بالإرادة والتحمل لتحقيقه

التطبيق العملي
يمكن للأفراد تحسين مستوى سعادتهم من خلال تطبيق هذه العوامل في حياتهم اليومية
يُفضل الاستفادة من القوى الشخصية والتفاعلات الإيجابية لتحقيق التوازن والسعادة

مفهوم السعادة

- يشير مارتن سيليجمان إلى أن السعادة لا تعتمد دائمًا على وضعنا الاجتماعي أو ديننا أو جمالنا الجسدي ولكنها مزيج فريد من ما يُسمى "نقاط القوة المميزة"
مثل
الإحساس بالإنسانية
الاعتدال
المثابرة
القدرة على عيش حياة ذات معنى

من أهم كتب مارتن سيليجمان

"السعادة الحقيقية" (Authentic Happiness) -
"تعلم التفاؤل" (Learned Optimism) -
"الطفل المتفائل" (The Optimistic Child) -
- "انتعش" (Flourish) -
"ما الذي يمكنك تغييره" -
(What You Can Change)
"دائرة الأمل" (The Hope Circuit) -

فيمكننا القول بأن نظرية سيليجمان حول السعادة تسعى لتحقيق الرفاهية من خلال تطوير الصفات الإيجابية والعمل على تحقيق التوازن بين الجوانب المادية والنفسية في حياتنا

● البحث عن السعادة
أجريت دراسة من قبل باحثين من جامعات مختلفة مثال (جامعة روتجرز وجامعة تورونتو في أونتاريو
أظهرت جميعها أن الأشخاص الذين يبذلون الكثير من الجهد في القيام بأمور متنوعة للغاية بهدف أن يصبحوا أكثر سعادة، ينزلقون في الغالب في دوامة سلبية ويخرجون منها أقل رضى عن حالهم من قبل وبالتالي اقل سعادة

يُعتبر لمفهوم السعادة شقين جسميًا ونفسيًا في الوقت نفسه
السعادة الدنيوية تعكس الفضيلة والروحانية، وتعتمد على تجربة الألم واللذة
السعادة الأخروية هي الأفضل، حيث يتمتع الفرد بالخير ويكون بعيدًا عن الألم والحسرات الدنيوية
الأخلاق هي غاية السعادة، ويجب تهذيب الخلق للوصول إليها

ونهاية القول يمكننا قول ان البحث المستمر في موضوع السعادة أو عن السعادة موضوع معقد يتأثر بعوامل متعددة،