د. رشا محمد تكتب: صراع الفيلوفوبيا: خوف الحب وعلاجه
بوابة المصريينهل شعرت يومًا بالخوف من أن تُحِب أو تُحَب؟
هل تجد نفسك تنسحب عند اقتراب أحدهم منك عاطفيًا؟
هل تردد العبارات مثل: "العلاقات مؤلمة"، أو "الحب مخاطرة لا أستطيع تحملها"؟
هل تتجنب الدخول في علاقات خوفًا من الرفض أو الفقد؟
هذه المشاعر قد تكون انعكاسًا لحالة تُعرف بـ "الفيلوفوبيا" (Philophobia)، أو الخوف من الحب، وهي حالة نفسية يمر بها بعض الأفراد الذين يعانون من صعوبة في بناء روابط عاطفية بسبب القلق أو التجارب السابقة المؤلمة.
الفيلوفوبيا هي مصطلح مشتق من الكلمة اليونانية "فيلو" (philo) بمعنى الحب، و"فوبيا" (phobia) بمعنى الخوف.
تعتبر هذه الحالة جزءًا من اضطرابات القلق. بينما لم يُنسب هذا المصطلح لمكتشف معين، فقد تم تناوله في أبحاث علم النفس والطب النفسي في سياق الخوف من الالتزام العاطفي أو العلاقات الحميمية.
تاريخيًا، لفت عالم النفس "سيغموند فرويد" الانتباه إلى الخوف من الحب في نظرياته حول آليات الدفاع النفسي مثل "الإسقاط" و"الكبت"، وشرح كيف يمكن للتجارب السابقة أن تؤدي إلى هذا الخوف.
قصة قصيرة: هل كان ذلك حبًا أم خوفًا؟
سارة فتاة في الثلاثينات من عمرها، تعمل كمديرة مشاريع ناجحة، محبوبة من الجميع لكنها تفضل الوحدة. كانت كلما اقترب منها شخص ليبني معها علاقة جادة، تختلق الأعذار لتبتعد. ذات يوم، قابلت زميلًا جديدًا في العمل، أمجد، الذي أبدى اهتمامًا واضحًا بها. شعرت سارة بالخوف، وزادت وساوسها: "ماذا لو انتهى الأمر بخيانة؟ ماذا لو تكرر ألم الماضي؟"
عندما سألها أيمن عن سبب انسحابها، أجابت بتوتر: "أنا لست جاهزة". في الحقيقة، لم تكن المشكلة في الجاهزية، بل في الفيلوفوبيا التي جعلتها أسيرة ماضيها، تخشى الانفتاح على الحاضر والمستقبل.
كيف يمكن مواجهة الفيلوفوبيا؟:
التفريغ الانفعالي:
من خلال جلسات الإرشاد النفسي، يُشجَّع الشخص على التعبير عن مشاعره المكبوتة وتجارب الماضي التي قد تكون أصل المشكلة.
إعادة البناء المعرفي:
يتم مساعدة الشخص على تحدي المعتقدات الخاطئة مثل "كل العلاقات تنتهي بألم" أو "الحب ضعف".
رسالة أمل
الفيلوفوبيا ليست نهاية الطريق، بل هي مرحلة يمكن التغلب عليها بإرادة الشخص ودعم متخصصين في علم النفس. الحب ليس دائمًا مخاطرة، بل هو جزء طبيعي من حياة الإنسان.
إذا كنت تعاني من هذا الخوف، ابدأ بمصارحة نفسك وتقبل مشاعرك. اترك الماضي في مكانه، وافتح نافذة للأمل. الحياة مليئة بالعلاقات الجميلة التي تستحق أن تُعاش.