الخميس، 21 نوفمبر 2024 04:27 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. امينه زنون تكتب: ازدواجية المعايير أو الكيل بمكيالين

د. امينه زنون
د. امينه زنون

ازدواجية المعايير، هو مفهوم يشير إلى أي مجموعة من المبادئ والمعتقدات التي تتضمن أحكاما مختلفة لمجموعة من الناس بالمقارنة مع مجموعة أخرى. والكيل بمكيالين مبادئ ينظر إليها على أنها مقبولة لاستخدامها من قبل شخص ما ، ولكنها تعتبر غير مقبولة ومن المحرمات، عندما تستخدم من قبل آخر . وهنا نفتقد الحيادية والمساواة في التعامل .
سياسة الكيل بمكيالين، يمكن وصفها بأنه نوع من التحيز وظالمة لأنها تنتهك مقولة أساسية في الفقه الحديث: ان جميع الأطراف يجب أن تقف على قدم المساواة . الكيل بمكيالين أيضا يُعدّ انتهاكا لمبدأ العدالة المعروفة باسم الحياد، والذي يقوم على أساس افتراض أن نفس المعايير ينبغي أن تطبق على جميع الناس، والتحيز ذاتي على أساس الطبقة الاجتماعية، أو رتبة أو العرق أو الجنس أو الدين أو الجنسية اتجاه أو آخر من أشكال التمييز. والكيل بمكيالين ينتهك هذا المبدأ من خلال عقد مختلف الناس للمساءلة وفقا لمعايير مختلفة. المثل القائل: «الحياة ليست عادلة» غالبا ما يحتج به من أجل ازدواجية المعايير.

الأشخاص الذين لديهم ازدواجية معايير….هم من يحكمون على الأمور حسب أهوائهم الشخصية ، كما يحكم الشخص على آخر بأنه سئ أو أنها سيئة لمجرد اختلافه أو اختلافها معه في ما يعتنقه من معتقدات ، فنجده يحكم على الناس بانهم سيئين وغير ذلك ويبدأ بالقاء التهم وجلد الشخص بالفاظ قاسية لكنه اذا قام بنفس الفعل أو شخص يخصه أو متفق معه وعلى نفس نهجه نجده يلتمس لنفسه وله الأعذار ويبدأ في تقديم الأبرار لنفسه وللغير واذا واجهته بفعله أو ذكرت له ما قاله عن الشخص الذي قام بنفس الفعل سيأتي بجميع المبررات لنفسه واذا اشتد النقاش واحتدت الأمور سيقول لك انه كان على خطأ وسيسامحه الله لانه لم يقصد ونحن بشر.
صاحب ازدواجية المعايير هو من يحكم على الأمور طبقا لهواة الشخصي ومعتقداته الشخصية فإذا تناقشت معه في أمر ديني تجده يستند الي أدلة تتفق مع اهواءه فقط واذا ذكرت له دليل على عكس كلامه لن يقتنع به ، هو مقتنع باراءه فقط ، فهو دائما علي حق ولن يقتنع سوي باراءه ومعتقداته .
هذا الشخص قد يكون دوجماتيقي اي لديه تعصب ف الرأي وحمود فكري وقد يكون متساهل يرى الدنيا بعينه هو فقط …على سبيل المثال
الاب الذي يمنع إبنه المراهق أو ابنته من الحديث في التلفون مع بنات او اولاد ويقول له إننا مسلمين وهذا غير جائز ولا يوجد شيء اسمه هذه زميلتي لا يصح الحديث بينكم هذا لا يجوز في ديننا ، ثم تجده يقوم بنفس الفعل ويتحدث مع زميلاته في العمل في كل شئ وجيرانه واذا واجهته يتهرب من مواجهتك واذا صممت على المواجهة يقدم مبررات غير مفهومة وغير مقنعة بالمرة لذلك أوينتهي بكم الامر بأنه خاطئ ، ثم يقوم بنفس الفعل لكن في الخفاء على اساس انه لا أحد يراه … أو
الاخ الذي يمنع اخته من الحديث مع زميل لها ثم يقوم بنفس الفعل وليل نهار يتحدث في الهاتف مع بنات .
وإذا تحدثت معه يقول لك انا ولد وهي بنت ..وهذا مبرر غير منطقي بالمرة …

هناك سيدة قالت لي اذا أصابها مرض أو أي مكروه يقول لها زوجها نصاً ( شوفي عملتي ايه اكيد ربنا بيخلص منك أو شوفي ظلمتي مين) وإذا أصابها دور برد يقول لها ايضاً ( ربنا بيخلص منك ) واذا أصابه هو نفس دور البرد يقول لها ( الحمد لله رب العالمين ....ربنا بيحبني لانه بيخلص مني ف الدنيا لاني انسان طيب ...!!!

هؤلاء الأشخاص الذين لديهم ازدواجية معايير يجب الابتعاد عنهم لأنهم مرهقين نفسياً .. وف الغالب يفعلون في الخفاء ما ينهون عنه واحيانا قد يكون الشخص ذو الشخصية مزدوجة المعايير بارع في التمثيل أمام الناس فهو الشخص الملتزم خلقيا ًودينياً ….هو طوال الوقت يصدر أحكاما ًعلي الجميع ولم ينظر لنفسه … فلا تذكرّه بما يفعل اتركه وشأنه قد يتغير يوما ما أو يظل لآخر العمر يعتقد أنه على صواب والآخرين على باطل .

ولن يقتنع يوما سوي برأيه هو فقط .. قد نتقابل مع أشخاص مثال هؤلاء في حياتنا
لا تأخذ الأمور على أعصابك أو تحاول اقناعهم بعكس ما يعتقدوه …تفهم الأمر ولا تتناقش معه

د. امينه زنون ازدواجية المعايير  الكيل بمكيالين

مقالات الرأي

آخر الأخبار