هشام بيومي يكتب: الدكتور زويل


الإلهام شعور يحفز العقل لأداء نشاط غير عادى، توحى له بإنشاء فكرة بديعة، و هو استثارة للإبداع والأفكار الخلاقة.
إن العبارات المثيرة لها قدرة علي تغيير مشاعرنا اتجاه الحياة. إن طريقة تفكيرك ومشاعرك اتجاه نفسك تحدد كل ما يحدث لك، وحينما تغير نوعية تفكيرك ستتغير نوعية حياتك، وقد يحدث هذا فورا في بعض الأحيان، أن أسرع طريقة لإعادة ضبط تفكيرك بشكل إيجابي ووضع أهداف جديدة عن طريق الإلهام والتفاؤل.
أحد أهم مصادر الإلهام هو الحلم، حين نسعى خلف حلم حياتك سوف تكتشف حياة كبيرة، صورة ذهنية عن الاختلاف الذي تريد أن تحققه في حياتك وقبل مماتك، هل يمكنك أن تتخيل مدى ما يضيفه حلم الحياة علي حياتك؟ أن قوة الحلم مذهلة بمعنى الكلمة، الحلم هو مغامرة، رحلة جامحة مليئة بالمخاطر ومليئة بالفرحة مع ترقب النجاح، وأيا كان ما يمكنك عمله أو الحلم به، فتبدأ فيه، الجرأة لها عبقريتها وقوتها وسحرها الخاص.
بطلنا اليوم عاش حلمه وسعي خلفه بكل قوته، حارب الظروف الصعبة ولم يستسلم للعقبات والقرارات البيروقراطية وتعاسة عقليات ذات افق ضيق.
ولد الدكتور زويل في 26 فبراير 1946 في مدينة دمنهور محافظة البحيرة، تلقى تعليمه الابتدائي في مدينة دسوق بكفر الشيخ بعد أن انتقلت الأسرة إليها وحصل على الابتدائية عام 1957، ثم التحق بالمرحلة الاعدادية بمدرسة دسوق أيضًا وحصل عليها عام 1960، والثانوية بنفس المدينة عام 1963، ثم التحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية في نفس العام.
كان حلم العائلة أن يحصل زويل على درجة علمية عالية من الخارج ثم يعود ليكون أستاذًا جامعيًا، وعندما كان عمره 10 سنوات وضع والده ورقة مدونًا عليه الدكتور أحمد ولصقها على باب غرفته، وكانت مصدر الهام له وحافز.
ثم انتقل زويل بعد تخرجه من كلية العلوم إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر، ثم عمل باحثاً في جامعة كاليفورنيا خلال الفترة بين عامي 1974 و1976، قبل أن ينتقل إلى العمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك).
وحصل العالم المصري على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 عن أبحاثه في مجال "كيمياء الفيمتو"، وهي تكنولوجيا لتصوير التفاعلات بين الجزيئات باستخدام أشعة الليزر، ليصبح أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء.
وفي نفس العام، منحه الرئيس المصري السابق حسني مبارك قلادة النيل، وهي أرفع وسام مصري.
وفي عام 2009 عينه الرئيس الأميركي باراك أوباما في المجلس الاستشاري الرئاسي في البيت الأبيض. وفي نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام، عين كأول مبعوث علمي للولايات المتحدة إلى دول الشرق الأوسط.
وكتب زويل نحو 600 مقال علمي و16 كتابا، من بينها "رحلة عبر الزمن ..الطريق إلى نوبل"، و"عصر العلم" عام 2005، و"حوار الحضارات"، عام 2007.
ودعا زويل إلى تكوين قاعدة علمية متكاملة في مصر لتطوير البحث العملي والتعليم، وأطلق مشروع المدينة التكنولوجية التي تحمل اسمه.
الإنجاز الحقيقي لا يتمثل في مواجهة الصعاب والتحديات فحسب، بل في مواصلة سلسلة النجاحات والإنجازات سنة بعد سنة وهذا ما نتعلمه من العالم المصري الكبير الدكتور احمد زويل.