مصطفى أبو عطا يكتب..ارفعوا أيديكم عن سوريا
بوابة المصريينحلب تلك المدينة التي اختزلت في أزقتها القديمة تاريخ الحضارات، تحولت إلى مسرح دائم للحروب والمآسي منذ سنوات وسوريا تدفع ثمن صراعات إقليمية ودولية لا ناقة لها فيها ولا جمل صراعات تُدار بالوكالة على حساب أرضها وشعبها وكأن هناك من لا يريد لهذه الأرض أن تهدأ أو لأهلها أن ينعموا بالسلام.
الحرب ليست مجرد مواجهات عسكرية بين الأطراف المتصارعة بل هي كارثة إنسانية تدفع ثمنها الأطفال والنساء والمدنيون الذين باتوا لا يعرفون سوى النزوح والجوع والخوف ما إن تنطفئ نار حرب في لبنان أو أي بقعة أخرى من الشرق الأوسط، حتى تشتعل شرارة جديدة في سوريا وتحديداً في حلب التي يبدو أنها أصبحت عنواناً للألم المستدام.
كيف يمكن لمدينةٍ كهذه كانت يوماً منارة للتجارة والثقافة أن تتحول إلى ساحة لخراب لا نهاية له؟ يبدو أن هناك إرادة دولية أو ربما غياباً للإرادة تُبقي هذا الجرح نازفا
القوى الكبرى لا ترى في هذه البقعة من العالم سوى رقعة شطرنج تحرك عليها قطعها دون أدنى اعتبار للدماء التي تُراق وللأرواح التي تُزهق
كفى حروباً بالوكالة وكفى استنزافاً لكرامة الإنسان السوري.. هل نسينا أن هذه الأرض التي تُدمر الآن هي ذاتها التي كانت مهداً للحضارة البشرية؟
أم أننا لم نعد ندرك أن أطفال سوريا الذين تقتلهم هذه الحروب هم مستقبل هذه الأمة الذي نبدده بلا وعي؟
إلى متى ستظل المآسي تتكرر؟ أليس فيكم رجل رشيد يقف ويقول: كفى؟! أين المنظمات الدولية التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان؟ متى سنرى تحركاً حقيقياً لوقف هذا النزيف؟
آن الأوان لنقول بصوت واحد: ارفعوا أيديكم عن سوريا"، دعوا هذا الشعب يعيش بسلام دعوا أطفال حلب يذهبون إلى مدارسهم بدلاً من الملاجئ ودعوا نساءها يبنين عائلاتهن بدلاً من البكاء على قتلاهن.
إلى متى يستطيع هذا الشعب الصامد أن يتحمل كل هذه الأعباء؟ الجواب عند أولئك الذين يملكون القوة لإيقاف هذه الكارثة.. فهل سيتحركون أم سيبقون متفرجين؟