الحياة مليئة بالمواقف التي تتطلب منا اتخاذ قرارات حاسمة، هل تعلم أنك تتخذ عشرات القرارات يوميًا؟ فأنت تفاضل دائما بين خيارين أو أكثر، ولكنك قد لا تشعر بالأمر لأنها أصبحت أفعالًا روتينية.
لكن الأمر يبدو أصعب أثناء المواقف المختلفة التي تتعرض لها في حياتك وعملك على مدار اليوم؛ فهناك بالطبع قرارات تحتاج للمزيد من التأني والتفكير مقارنة بغيرها، خاصة تلك القرارات المصيرية بالغة الأهمية. بعض القرارات يمكن أن تكون صعبة وتحمل عواقب قاسية أو مؤلمة، قد تصل إلى حد أن تترك تأثيرًا نفسيًا عميقًا عليك، لكن عليك أن تتذكر أن القرارات الصعبة غالبًا ما تكون جزءًا لا يتجزأ من النمو والتطور الشخصي، لذلك يجب أن نتعلم كيف نواجه هذه المواقف بثقة وحكمة. في كثير من الأحيان قد تجد نفسك مترددًا في اتخاذ القرار، والتردد ليس بالأمر السيئ، خاصة عندما يكون القرار مهمًا ومؤثرًا، لكن تحدث المشكلة عندما يكون هذا التردد مزمنًا، ويدفعك في كل مرة تحتاج فيها لاتخاذ قرار إلى تفكير مفرط يستنفذ وقتك وطاقتك الذهنية، وقد يصبح عائقًا أمام تطورك، ليس فقط على المستوى الشخصي، بل أيضًا على المستوى المهني؛ فالأشخاص القادرون على اتخاذ القرارات يكونون أكثر ثقة وقدرة على تحديد أهدافهم، وبناء العلاقات الناجحة وتولي المناصب القيادية، بينما الشخص دائم التردد يكون في الغالب أقل ثقة ويضيع على نفسه فرصًا عديدة للتطور، كما قد يكون لذلك أيضًا تأثير على أدائه في العمل.
إن القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة بتأن وثقة دون ندم هي مهارة شخصية، مثل أي مهارة أخرى بإمكانك اكتسابها وتنميتها، دعنا نتعلم معا بعض هذه المهارات من خلال سلسلة مقالاتنا القادمة ونبدأ اليوم بأولى هذه المهارات:
أنتبه لحالتك العاطفية وتأثيرها على قراراتك:
قبل اتخاذ أي قرار مؤثر في مستقبلك أو حتى تقييم الخيارات المتاحة أمامك، يجب أن تنتبه لحالتك العاطفية؛ فلا تكن مندفعًا وتعتمد فقط على عاطفتك؛ فلا تتخذ قراًرا وأنت في حالة غضب مثلًا، فغالبًا ما يكون ذلك القرار هو الأسو، انتظر لبعض الوقت قبل اتخاذ قرارك، وستفاجأ كيف يمكن لبعض الوقت الذي تهدأ فيه مشاعرك أن يغير من نظرتك للأمور. كما أنه عليك الانتباه بنفس القدر أيضًا لمشاعرك الإيجابية، والتعامل معها بذات الأسلوب، إذ قد يكون حماسك مجرد مشاعر لحظية تتخذ على أساسها قرارًا متسرعًا ربما تفقد شغفك وحماسك له لاحقًا.
نستكمل الأسبوع القادم إن شاء الله