السبت، 19 أبريل 2025 11:57 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

ولاء مدبولي تكتب: صُنع في الصين

بوابة المصريين

دائما ما كانوا يخبرونا يا صديق أن لا شيء مستحيل، والقواعد ذاتها إن طُبقت على الأفراد، الجماعات، والدول
فالنجاح حليف خطواتك لابد .
تحديد الهدف، التخطيط الجيد، العمل الجاد، دراسة وتحليل البيئة المحيطة والمعطيات.. والشفافية.

الأفراد ... أظنك تحب السينما مثلي، العديد والعديد من الأعمال السينمائية والدراما التليفزيونية ايضا قدمت قصص كفاح ... البطل من اللاشيء إلى النجاح الذي يرجوه .
كم كنت تشعر معه بنشوة الوصول والإنتصار، لم تكن الرحلة سهلة أو هينة ابدا.

الدول ... حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، هذا هو الحديث تلك الفترة
العديد من العناوين النارية في كل الصحف والقنوات حول العالم، القرارات الجنونية المتغيرة والتي يترتب عليها بالطبع تخبط كبير في الأسواق والأسهم .
المخاوف والكل في حالة ترقب شديد.

دعني أخبرك وجهة نظري، ما يحدث من (ترامب) ما هي إلا ألعاب نفسية قوية... اعتادها هذا الرجل الثمانيني .
بدأ حياته كمقاول وعلى مدار تلك السنوات مهنيا
كان يسعى لإبرام الصفقات لصالحه وحيلته الأولى نفسية،
ما يفعله الآن هو أن يُرهب الجميع استباقا، حتى الجلوس على طاولة المفاوضات فسيخرج منتصرا لا محال .. سينتهي هذا العبث لا تقلق .

ولكن الصين لا تريد أن تجلس كما هو يريد.

فلنتحدث عن الصين اذا قليلا ... معها أو ضدها هي دولة تمثل نموذج نجاح بدأ من اللاشيء وفي وقت وجيز أصبحت تحتل العالم بصناعاتها المتنوعة .. لا شيء مستحيل..(ولكن)

الصين قبل التقدم الذي نعرفه اليوم كانت تمر بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، خصوصاً في النصف الأول من القرن العشرين.
الصين قبل التقدم (قبل 1949):
الأوضاع السياسية:
كانت الصين تعيش حالة من الإنقسام والفوضى بعد سقوط آخر سلالة إمبراطورية (سلالة تشينغ) عام 1911
دخلت البلاد في فترة من الحروب الأهلية بين أمراء الحرب، ثم لاحقاً بين القوميين (حزب الكومينتانغ) والشيوعيين.
الإحتلال الأجنبي:
الصين تعرضت لإستعمار جزئي من قِبل
(بريطانيا، فرنسا، اليابان)بعد حرب الأفيون. اليابان أحتلت أجزاء كبيرة من الصين خلال الحرب العالمية الثانية.
الوضع الاقتصادي:
أغلب الشعب كان يعمل في الزراعة التقليدية، في ظل فقر مدقع، وإنعدام في البنية التحتية، ومجاعات متكررة.

بداية التقدم منذ 1949 م(تأسيس جمهورية الصين الشعبية)
استلام (ماو تسي تونغ) السلطة 1949م
بدأ الحزب الشيوعي الصيني بإصلاحات جذرية، أهمها:
• الإصلاح الزراعي: مصادرة أراضي الملاّك وتوزيعها على الفلاحين.
• التأميم: تأميم المصانع والبنوك وكل قطاعات الإقتصاد الكبرى.
• محاولات التصنيع السريع مثل “القفزة الكبرى للأمام (1958-1962) التي فشلت وتسببت في مجاعة ضخمة قُتل فيها عشرات الملايين.
• الثورة الثقافية (1966-1976):
حملة سياسية بقيادة (ماو) لتطهير الحزب والمجتمع من الأفكار البرجوازية، أدت إلى إضطراب إجتماعي ضخم وتدمير جزء من التعليم والثقافة.

الإنطلاقة الحقيقية: منذ عام 1978 م
سياسة الإصلاح والإنفتاح
(دينغ شياو بينغ) قاد تحوّل الصين من إقتصاد مخطط مركزياً إلى اقتصاد سوق إشتراكي:
• السماح بملكية خاصة وفتح الباب للإستثمارات الأجنبية.
• إنشاء المناطق الإقتصادية الخاصة (مثل شنتشن) لجذب الشركات الأجنبية.
• إصلاح الزراعة: إلغاء نظام الكمونات الزراعية والسماح للفلاحين بالعمل لحسابهم الخاص.
• نقل التكنولوجيا وتطوير التعليم والبحث العلمي.

من الثمانينات إلى الآن: التوسع السريع
• نمو إقتصادي متسارع: الصين أصبحت [مصنع العالم] مع التركيز على الصادرات والبنية التحتية.
• التحول التكنولوجي: تطورت إلى قوة تكنولوجية في الذكاء الإصطناعي، الفضاء، والطاقة المتجددة.
• تحول حضري ضخم: مئات الملايين انتقلوا من الريف إلى المدن.
• تحسين التعليم والصحة بشكل ملحوظ.

لم يكن (1,416,859,672) مواطن عائق
لم يكن الفقر والعدم عائق
ولن يكن التقدم الحقيقي في بناء أكبر جامع أو كنيسة.

(ولكن) يا صديق (ولكن)

الآن دعني أُرشح لك فيلم (The Tuxedo) فلنستمتع به سويا .

مقالات الرأي