د. سلوى بنموسى تكتب: حين يتكلم الصمت
بوابة المصرييندنت مني تسألني عن أحوالي ؟
دمعة سبقت سؤالها ..
رمشة عين وحزن استحوذتا على الموقف !
تلتها ابتسامة شكر وحمد لله على كل حال
سال لعابها دهشة وأنا اتناول طعامي بشهية
بكاء وأكل وابتسامة ؟!
قالت : ما رأينا هذا يا أنت !
لم أجبها طبعا طبعا ؛ تركتها في تسائلاتها الترثارة
وأكملت صحني وغسلت يدي وحمدت الله تعالى
اقتربت من مجلسي مرددة : تفعل كل شيء بصمت ؟
أجبتها : وما أدراك يا روحي !!
إني أتكلم ولكنك صماء لا تشعرين
إن كل نبض في يتحرك ويتكلم
جريان دمي نشيط يشكر المولى القدير
وقلبي يعمل بإخلاص
ويدي تواكب أشغالي ولا تتدلل
وفؤادي رحيم يرى الكل ويسبح في ملكوت الله
ومقلتاي تبصر وتتحمل كل انواع الفرح والمعاناة
السعادة والشقاء
جاءت لتستمع لدقات قلبي
نهرتها بالابتعاد :
إذ كيف تسألين وتهتمين وتحشرين أنفك في أشيائي
أجابت : أنا صديقتك وظلك ومؤثمنة سرك ورفيقة عمرك
أزلتها عن كاحلي مرددة : لا أريدك .كم أنت مزعجة
ولا تمل علي رجاء ما أفعله من أعمالك ومعتقداتك
أغمضت عينيها خجلا ودخلت في المرآة تختبئ حياء
وعليه يا روحي ويا مرآة قلبي
كونا بردا وسلاما على العبد الضعيف
واتركوني رجاء تارة أسقط وأتعثر
وتارة أخرى أقف وأصر على مواصلة المسير
إلى نهاية الدرب العسير
غسلت حزني !!
وفتحت عيني في دنيا الجمال والتضحية والصبر والكفاح
وقلت لنفسي : لا عليك فغدا سنرتاح ونسعد
ولكل مجتهذ نصيب
ومن منا لا يطمح أن يرتقي نجمه !!
وأن تكرمه السنون العجاف ؟
بهجة وسعادة وإيمانا وإخلاصا لعمله الدؤوب
في فن العطاء بدون قيد أو شرط
والله المستعان !!
حمدا لله وشكرا أبدا الآبدين
وعليه لا تنسوا حضورنا الكريم الإنصات لصوتكم الداخلي
وأن تقفوا وقفة تأمل وعتاب ورجاء وأمل وتفائل
واعملوا بقوة وبايمان وبايثار ...
والله ولينا ونعم النصير والبصير