د. امينة زنون تكتب: النصيحة..كيف تكون ..وكيف تُقبل ..وهل يحق لي أن انصح وانا من الخطائين ؟؟
بوابة المصريينالمؤمنون إخوة يجب بينهم التناصح والتعاون على البر والتقوى والتآمر بالمعروف.
لكن ما هي آداب النصيحة؟
أعظم آداب النصيحة: إن تنصح وتكون مريداً لمن تنصح الخير في قلبك، محبًّا لنفعه مقدما مصلحته، لا استكبارًا عليه، أو احتقاراً لما يفعل ولا فارضًا عليه قبولها أو تنصحه وانت متسلطا أمرك ونهيك ملزما له الاستجابة لرأيك،
عليك بنصحه بود وحب ثم بعد النصح تتركه وتحمل عصاك وترحل.
يجب عند النصح لشخص …عليك ان تبتسم و تتحلي الهدوء والصبر ويكون ذلك بينك وبينه !!
النبي صلى الله عليه وسلم لم يجرح احد .. و كان يتكلم في الدين وينصح وهو مُبتسم !
فلا تنصحه على الملأ لان ذلك يأتي بنتيجة عكسية ، ولا تنصحه وانت مباهي بانك الأفضل وانك بلا خطيئة أو ذنب
إليكم بعض الامثلة .. على ذلك
أحد الشباب دخل المسجد وأثناء صلاته رن هاتفه فعلق المصلون بصوت مرتفع وتم توبيخه بطريقه جعلت الشاب يخجل من نفسه ومنذ ذلك الحين لم يدخل المسجد !
سيدنا الحسن والحسين عندما وجدو رجل مسن يتوضأ بطريقة خطأ .. لم يقولو ما هذا الجاهل الذي لا يعلم أمور دينه البسيطة أو سخروا منه ! لكن قالو له هل لك ان تحكم بيننا من الذي يتوضأ بطريقة صحيحة .. وعندما نظر لهم قال والله انتما الاتنين على حق ووضوءكم صحيح وانا الذي اتوضأ بطريقة خاطئة! كذلك نصحوه دون أن يشعر بأنه مخطىء أو يقلل
كان هناك شخص يقول لولده الذي كان لا يذال صبياً وكان يصلي في البيت ان الله لا يقبل صلاتك ويصر على ذلك ويقر باليمين ويقول له فوالله لن تقبل صلاتك الا اذا ذهبت لتصلي في المسجد. ظل هكذا يوميا حتى ترك الابن الصلاة ولم يصلي ف المسجد ولا في البيت ..وكان يسبه بالكفر وينعته بأبشع الصفات مثال انت نصير الشيطان انت تكره الله وانه معاد لله و للرسول ولن تقبل أفعاله الحسنة مهما كانت فما كان من الابن الا ان توقف عن الصلاة ليس هذا فقط .. أهمل في كل شي طيب كان يفعله .
فكان اسلوبه الفظ سبب لترك الولد للصلاة واذا تحدثنا اليه قال ان الله لا يقبل مني شيء .
ذهب شاب للشيخ الغزالي وقال له ما حُكم تارك الصلاه ؟! .. فرد عليه الإمام الغزالي .. و قال له حُكمه أن تأخذه معك الي المسجد ! وكان ينتظر ان يقول له حكمه الجلد أو الابتعاد عنه أو ما شابه ذلك .
ذهب احد الأشخاص الي سيدنا عُمر بن عبد العزيز وقاله له سوف أنصحك نصيحه لكن شديده عليك بتقبلها !هل من الممكن أن ان تقبلها؟
فرد عليه قائلاً:
لا تنصحني ولم أقبلها !
فقد قال الله سبحانه وتعالى لسيدنا موسى وهارون وهما يخاطبان فرعون: " فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى". صدق رب العزة
فاذا كان الله أمر سيدنا موسي ان ينصح فرعون بقول لين وطيب وهو طاغيه وفاجر .. فكيف لك انت ان تنصحني بعُنف وانا اشهد بالله انه لا اله الا هو ؟!
عليك بالنصيحة ولتكن بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تكن فظا غليظ القلب، فما يدرك بالرفق لا يدرك بالشدة والعنف.
- اذًا فاختار كلماتك بدقة ونقي اسلوبك ..
فكان هناك حالة تتردد على طبيب نفسي وكان هذا الشخص يرتكب أخطاء عديدة وكان حزين على نفسه ويبكي بشدة وفجاة واثناء حديثه قال ..جملة غريبة
"كان اسلوبه يجعلني افعل الخطأ بضمير مرتاح ".
انا لا أقر بصحة فعله لكن بالفعل هناك نفوس ضعيفه تحتاج للنصيحة لكن بالود والحب دون تجريح أو فرض رأي، تحتاج لان نشعرها بالحب والمودة والصدق في نية الخير لها كي يستجيبوو لنا .
فقد قال الله لرسولنا الكريم صلوات ربي عليه :
" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ "[آل عمران: 159].
حقاً فلو كنت غليظ القلب ستجد الجميع ينفض من حولك فكيف لهم ان يستمعوا لشخص ينتقدهم بعنف وينتقد أفعالهم باستمرار بطريقة غير لائقة، وعلى مرأي ومسمع من الجميع .
قال أحد الصالحين : إن من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما فضحه. قال الإمام عبدالله بن المبارك: "كان الرجل إذا رأى من أخيه ما يكره أمره في ستر، ونهاه في ستر، فيُؤجر في ستره ويُؤجر في نهيه، فأما اليوم فإذا رأى أحد من أحد ما يكره استغضب أخاه، وهتك ستره".ولا يوجد شخص معصوم من الوقوع في الذنب إلا الأنبياء عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، فجميعنا معرض للوقوع في الخطأ، لذا فإنه على من يقوم بالنصح أن يقدم النصيحة دون احتقار لمرتكب الخطأ أو اتهامه في دينه أو أخلاقه، عملًا بنصيحة الحبيب عليه الصلاة والسلام وعلى آله: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم
فمن المؤسف أن نرى اليوم الناصح يتعمد الإهانة والتعنيف للشخص المخطيء أو المذنب وكانه لم يرتكب يوماً ذنب .
فكان أحد العلماء يقول ….
بُلينا بقوم يعتقدون أن الله لم يهدي غيرهم ".
حقاً هناك أقوام يرون انهم فقط الصالحون واذا هداهم الله َوصلو في جماعة أو صام أحدهم يوما أو قرأ صفحة من القرآن …خُيل له ان الجنة كتبت له.
وأصبح يملك مفاتيحها…. سيدخل من يشاء ومن لا يعجبه سيُطرد منها ..وكأنه يملك صكوك الغفران.
ذكر عويضة عثمان قول أحد الأئمة: لو كان الناصح تاركا لكل الذنوب ما وجدت ناصحا .
كان الصالحون ينصحون الناس في الخفاء دون الجهر بذلك حتى يستمع الشخص وينصلح حال الجميع اما
اليوم نرى الناصح ماهو الا عاصٍ في الخفاء ويحاول إبراء ذمته بأن ينصح غيره بالعنف والغلظة.
وهذا لا يجوز فانا لا انكر النصيحة وأعلم قيمتها ولكن بشروط كما علمنا ديننا الحنيف ورسولنا الكريم .
اذا كنت حيال موقف وترى أمامك شخص يحتاج إلى النصيحة فعليك بتقديمها اليه ، لكن بالهدوء والصبر واللين قبلهم ، و لا تنسي نفسك ونصيبك من النصيحة ولا تغتر وتتوقع انك الأفضل فكل ما انت فيه ليس إلا ستر من الله.
فكما قيل
" كلنا حاملون للعيب ولولا رداءُ من الله اسمه الستر لانحنت اعنافنا من شدة الخجل ".
لا تجعل من نفسك قاضي و جلاد لمعاقبة المذنب وانت ملئ بالعيوب ...الله رحيم
لنا الحق ان نخطىء
ونعود الي الله فنستغفر ونتوب ثم نعود لنخطىء ثم نرجع مرة أخرى واخري الي الله فباب التوبة مفتوح للجميع فقال الله تعالى لا تقنطو من رحمة الله .
فلك حق النصيحة باللين والود فسوف تؤجر على ذلك لكن
بالحكمة والموعظة الحسنة واللين والرأفة حتى يستمع إليك وإياك أن ياخذك الغرور وتتوقع انك بلا خطيئة أو ذنب.