د. سلوى بنموسى تكتب: خيالات مؤنسة
بوابة المصريينفي فصل ينم بالقر ؛ وبنسماته الجليلة التي تخترق
الفكر والروح والوجدان
بعد أن انعشت صاحبتنا بأكواب من الشاي المنعش
بالنعناع والشيبة
مع تنواله مع كيكة صنع بيتوي بامتياز !!
اقرت النوم في جو عائلي بهيج .
عانقت وسادتها الصديقة المخلصة لها
وسر أسرارها الدفينة
كم تحبها لكونها أبدا لا تقص أخبارها للآخرين
ان وسادتها فعلا صديقتها بامتياز !!
وأخذت تستعد للنوم وهي تتمتم ببعض الأدعية
والحمد والشكر لله تعالى
فإذا بها تحس بيد عجيبة تتسلل داخل لحافها
تريد ضربها بمطرقة حديدية ؟!
صرخت واستنجدت - لا حياة لمن تنادي ..
أو ربما لم تستطع الاستنجاد بأحد ما ...
لهول الصدمة والحادثة المرعبة
سألت وبثلعتم شديد : من أنت أيها الغريب ؟
قال : أنا جنتك وجحيمك
قوتك وضعفك
نورك وظلامك
قالت افصح يا هذا : فأنا أكيد أموت خوفا وهلعا
أجاب : أتخافين من طيفك يا فتاة ؟
كيف وأنا معك مثل ظلك ؟!
اختبأت وهو يتبعها بعيونه المملوءة بالحقد
قال : أنا طفلك ..
أجابت لم أتزوج بعد.. لانجب طفلا يا هذا ..
دعني وشأني وارحل رجاء
أردف : لا .. لا .. سأذهب بعد أن ألقنك درسا
لم أنت قاسية مع الجميع ؟!
استفسرت : فاقد الشيء لا يعطيه
وأنا لي أن أقدم الحنان ؟
ولم أتذوق حلاوته إلا قليلا قليلا ..
سأل : وهل أنت راضية على حالك ؟
أجابت : لحد ما ..
كيفما أعامل أعامل الآخر
قال : غلط يا ست البنات
العفو عند المقدرة
رددت : يا هذا ومن تكون ؟
لتملي علي أقوالك وأفعالك
أنا لست إله أو ملكا من السماء
أنا بشر ..أنا بشر ..
قال : لم نختلف . ولكن كوني رحيمة
فخالق الكون يقبل التوبة ..
فلتكوني قليلا قليلا عطوفة وحكيمة
قالت : بربك قل من أنت أو أغرب عن وجهي
لا مزيد من حماقاتك ..
امتعض قائلا : سبق السيل الزبى
فقد أنذرتك نارا تلظى
قالت : ويحك ابتعد ..لقد هزمتني ..
فبحق الخالق من تكون ؟
رد : أنا طفلك الصغير الفطري المحب لك
والذي يتمنى لك كل الخير
ويرشدك وينصحك ويهمه أمرك
قالت : عجبا .. طفلي ..
أوكي يا صوتي الداخلي ..
سأقلع رداء العصبية والتردد والقدح والعدوانية ..
وألبس تاج الكرامة والعفة والكرم والرضى والتسامح ..
دنى منها مهلهلا ومعانقا .
أسعدت ليلي . شكرا لمقدمك ..
وتمنت أن تكون حياتها القادمة كلها تبصر وقناعة
وحب الخير للجميع وصداقة وتعاون وانسجام وأخوة ..
نامت قريرة العين مبتسمة لغد مشرق
تزول فيه كل انقباضاتها وألامها ومحنها
لولادة إمرأة متفتحة وناضجة ومتفهمة
" الكمال لله تعالى دون سواه "