الخميس، 21 نوفمبر 2024 04:21 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

هند الصنعاني تكتب.. المسيرة الخضراء.. نموذج فريد للمقاومة السلمية

بوابة المصريين

المسيرة الخضراء، الحدث الأبرز في تاريخ المغرب الحديث، جاءت في إطار جهود المملكة المغربية لاسترجاع الصحراء المغربية من الاستعمار الإسباني بطرق سلمية، وقد شكلت حدثا يجسد الروح الوطنية ووحدة الشعب المغربي.

بعد أن عاشت الصحراء المغربية عقودًا من الاستعمار الإسباني، أعلن الملك الحسن الثاني في خطاب تاريخي يوم 16 أكتوبر 1975 عن تنظيم "المسيرة الخضراء"، ودعا الشعب المغربي إلى المشاركة فيها، كان الهدف من المسيرة هو الضغط على إسبانيا بوسيلة سلمية لإجبارها على التفاوض بشأن استرجاع الصحراء.

انطلقت المسيرة في 6 نوفمبر 1975، بمشاركة حوالي 350,000 مغربي ومغربية من مختلف المدن المغربية. كانت المسيرة سلمية بالكامل، حيث لم يحمل المشاركون سوى القرآن والأعلام الوطنية، لتأكيد أن الهدف هو إعادة الأرض سلمياً دون أي مواجهة عسكرية، تقدمت الجموع نحو الصحراء، وكان تحركها منظمًا وبدعم لوجستي كبير من الدولة.

حققت المسيرة أهدافها السياسية بسرعة، حيث أدركت إسبانيا أن المقاومة السلمية القوية التي أبداها المغاربة تعبر عن إرادة شعبية واضحة لاسترجاع الأراضي المحتلة لتصبح المسيرة الخضراء رمزًا للوحدة الوطنية والتلاحم بين القيادة والشعب، وأكدت تصميم المغرب على استرجاع أراضيه بالطرق السلمية والدبلوماسية، كما ساهمت في تعزيز الشرعية التاريخية والقانونية لمطالب المغرب في الصحراء.

استمر المغرب في تنمية الصحراء وتطوير البنية التحتية فيها، وأطلق مشاريع اقتصادية واجتماعية لتحسين مستوى معيشة السكان وتعزيز الوحدة الوطنية، وعلى الرغم من التحديات السياسية والدبلوماسية التي واجهها المغرب، إلا أنه نجح في الحفاظ على سيادته على الصحراء المغربية وإبرازها كجزء لا يتجزأ من أراضيه.

قدمت المسيرة الخضراء نموذجًا فريدًا للمقاومة السلمية في استرجاع الأراضي المحتلة، وعززت الروابط الوطنية بين المغاربة، وتجسد اليوم قيمة الوحدة الوطنية والعزيمة والإصرار، وتظل حية في وجدان الشعب المغربي كذكرى وطنية تحتفل بها المملكة سنويًا، لتجدد العهد على حماية أراضيها وسيادتها.

هند الصنعاني المسيرة الخضراء المقاومة السلمية

مقالات الرأي

آخر الأخبار