تتطلب الحاجة إلى فرض رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة التطبيق الصيني تيك توك، بسبب تأثيرها السلبي على الشباب من الناحية الأخلاقية والصحية والنفسية، ومع تزايد عدد المستخدمين وساعات الاستخدام، يبرز القلق بشأن المحتويات التي تحتوي على رسائل عنف وعنصرية، والتي قد تؤدي إلى مشكلات مثل الإيذاء النفسي، الاكتئاب، والانفصام، الانتحار فضلاً عن تأثيراتها على العلاقات الأسرية وزيادة حالات الطلاق والتحرش والعنف، وتمثل هذه المحتويات تهديداً على القيم والتقاليد والعادات المجتمعية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات جدية لحماية الشباب و من الضروري أن تعمل الجهات المعنية على وضع معايير واضحة لتنظيم المحتوى، لضمان عدم تأثيره سلباً على المراهقين والأطفال ويتطلب الأمر جهوداً منسقة تشمل الأسر والمدارس والهيئات الحكومية لمواجهة هذه التحديات وحماية المجتمع من المخاطر المحتملة خطورة التطبيق على جيل الألفية وفقاً لتقرير «وول ستريت جورنال»، والذي نص على أن «ثمة تغييرات تشهدها اللغة بسبب مصطلحات متداولة عبر التطبيق»، وهذا يشير إلى حجم التأثير وإحكام السيطرة على الأجيال القادمة.

أما عن إمكانية الرقابة لمواجهة تجاوزات منصات التواصل الاجتماعي، فالبداية تأتي من الأسرة والجهات المعنية بتنظيم عملية الإعلام، والأمر يستلزم وضع معايير وشروط استخدام لتنظيم المحتوى المنشور عبر المنصة، ثم يصار إلى تحويل المعايير المهنية إلى قوانين تمكن الحكومات من حماية مواطنيها ضد العنف والإباحية وغيرها من المفاهيم المناهضة للأعراف والقيم، ويستدعي الوضع الحالي ضرورة سن تشريعات وقوانين تردع أصحاب المحتوى المضلل والمخالف والمتطرف وغير الأخلاقي ويجب أن تشمل هذه القوانين عقوبات رادعة، مثل السجن والغرامات الكبيرة، لضمان عدم انتشار الفسق والفجور وتهدف هذه الإجراءات إلى حماية المجتمع، خصوصاً الشباب، من التأثيرات السلبية لهذه المحتويات، وتعزيز القيم الأخلاقية والثقافية في المجتمع.