الإنسان ذاك المخلوق العجيب ؛ الذي يتسم بالأخلاق الفاضلة والقيم الرفيعة ..
فكيف حالك أخي ؟!
وسط ارهاصات الحياة ؟
وانكسار الوجدان ؟
وفقدان الشهية والنوم !؟
وكثرة الأحزان والأمراض ؟!
- الا من رحم ربي -
والخيبات المتلاحقة !؟
واختلاف الأزمنة والأمكنة ؟
وتقلبات الدنيا وعواصفها ؟!
والغربة والبعد عن الأحباب والأصحاب ؟!
لا عليك أخي..
تبيت نارا وتصبح رمادا
ما عليك إلا الامثتال لله سبحانه وتعالى
بالصلاة والدعاء والصدقة والايثار
< ويوثرون على أنفسهم
ولو كانت بهم خصاصة >
وعليه تحلى بالإيمان والصبر
" المكتوب في الجبين لزما تراه العين "
" ان بعد العسر يسرا "
< وما من دابة في الأرض
وإلا على الله رزقها >
فتمهل أخي في سعيك
واغذق في عملك
وكن مخلصا لروحك أولا
واجبر بخاطرها
وعظمها - العظمة لله الواحد القهار -
واربث على كتفها : لأنها من صنع الله تعالى
فهي روحك .. أمانة عندك فأحسن مثواها
وطبب جروحها
وأشكر فضلها من حواس ؛ وأعضاء ؛ وقلب وعقل وفكر ووجدان ..الخ
< وأن تشكروا الله تعالى ليزيدنكم >
فكن أخي رجاء قائد السفينة
مسؤول عن نفسك أولا وعن الآخرين
كلكم مسؤول ..
وكل مسؤول مسؤول عن رعيته
واجعل السلم الداخلي
يكتنف مسيرتك الحياتية ..
ولا تتأسف أو تغضب من حكمة رب العالمين
نحن نريد ...
والله تعالى فعال لما يريد
لأنه يعرف مصلحتنا ..
ويحرص على سلامتنا ..
ويمدنا ببصيرته وتدبيره الإلهي القيم
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
فاجعل أخي رجاء تقتك كاملة
في رب الأنام
ولا تقس على نفسك
ان لنفسك عليك حقا حقا
كن مطيعا وودودا وكريما ومتفاءلا وصبورا
فصبرا يا قلبي صبرا
ولسوف يعطيك ربك فترضى
مرحلة التأمل واجبة وموجبة
للخروج من شرندق ضيق النفس والوسواس القهري والضجر والهم والغم والاكتئاب - لا سامح الله -
وأخيرا وليس آخرا
كن جميلا أخي ترى الوجود جميلا
وما يغير الله تعالى ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم
والصلاة والسلام على رسولنا الكريم الأمين صلاة وتسليما
والحمد لله رب العالمين دوما وأبدا
على كل حال

د.سلوى بنموسى
المغرب