الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024 02:29 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. أميرة محمد علي تكتب: العين الثالثة

د. أميرة محمد علي
د. أميرة محمد علي

إن العين هي إحدى الأعضاء ، التي وهبها الله للعديد من مخلوقاته، وعلى رأس هذه المخلوقات الانسان، ذلك المخلوق الذي ذللت لخدمته كل المخلوقات، ولابد من الإشارة إلى أن شكل وعدد العين، بل وحتى مجال الرؤية لها ليست ثابته تماماً، فهي تختلف في كافة المخلوقات تقريبا؛ إذ توجد مخلوقات حباها الله سبحانه وتعالى برؤية ما هو لا يرى بالعين المجردة، كرؤية الاشعة تحت الحمراء، أو الاشعة فوق البنفسجية، وبالرغم من هذا الاختلاف الشديد، إلا أنه لا يوجد تصنيف بين كل هذه المخلوقات بحسب مقدرة رؤية أعينهم باستثناء الانسان، ذلك المخلوق المكرم من قبل الله سبحانه وتعالى على سائر المخلوقات.
وهناك عين لا يعرف لها شكل ولا يوجد مدى رؤية محدد لها، كما أنها تختلف تماما عن العين التي ترى بها المخلوقات، لكن تأثير هذه العين ربما الأكثر قوة والأشد تركيزاً؛ الأمر الذي قد يضفي على هذه العين صفة اشبه ما يكون بالميكروسكوب، ذلك الجهاز الذي يتم من خلاله تكبير بعض الأشياء صغيرة الحجم، والتي لا ترى بالعين المجردة،ولابد من القول أن هذه العين وإن كان لها جانب إيجابي، وذلك من خلال تنقيبها الدؤوب؛ لإظهار بعض المميزات والصفات لدى الاشخاص، والتي من الممكن أن يكون الشخص لا يعرفها عن نفسه بنسبة كبيرة، إلا أن هذه العين لها جانباً اخر ليس على نفس الدرجة العالية من الإيجابية التي ذكرناها منذ قليل، لكن هذا الجانب يمكن وصفة بالسلبي البناء ، وذلك متى تم التعامل على رؤيته باعتبار أنها كخام البترول عند تحويله وتكريره نحصل على مواد جديدة، وهذه العين التي اثرت الحديث عنها هي وجهة النظر.
إن وجهة النظر أو الرأي حسب المعنى الشائع، هي في رأيي الشخصي عين، ويمكن من خلالها أن يتعرف الأشخاص على بعضهم البعض، إلا أن هذه العين قد تراك يافعاً جذاباً، وحين إذن يمكن أن نطلق عليها وجهة النظر البناءة ، وقد تراك صغيرً ضعيفً بل وفاشلاً، وحين إذن يمكن أن نطلق عليها وجهة النظر الهدامة، وفي الحقيقة لابد أن نسلم تسليماً كلياً، بأن هذه العين لا يمكننا الاستغناء عن خدمات الرؤية المقدمة من جانبها؛ وذلك لأنها عين دقيقة وثاقبة، فبالرغم من أنها لا تمتلك أي جزء من أجزاء العين المتعارف عليها، حيث أنها لا تعتمد سوى على الرأي، إلا أن هذه العين في ظني المتواضع ربما تضاهي من حيث الإفادة العين الحقيقية.
وفيما يخص وجهة النظر الناقدة الهدامة، فهي لا يمكن تجاهلها؛ وذلك لأنه وإن كان لها جانباً ناقداً هداماً في نظر البعض منا، إلا أن هذا الجانب الناقد الهدام، قد يكون من الناحية المنطقية أمر صحيح، ومطلوب في فترة معينة من فترات حياة الأشخاص، فهناك اشخاص لا يستطيعون بناء شخصياتهم إلا بعد تعرضهم لنقد هدام لاذع، ولا يمكنني أن انكر أن وجهة النظر الناقدة الهدامة فاقدة للمسة الطيبة، تلك التي اعتدنا عليها، والتي في ظني قد يكون لها أثر سلبي أكثر من وجهة النظر الناقدة الهدامة؛ وذلك لأن هذه اللمسة الطيبة هي من جعلت من اعتادوا عليها وبنسبة كبيرة ذو شخصيات هشة، فاللمسة الطيبة، وإن كانت تحمل اثراً نفسياً فعال على النفس، إلا أن زيادتها قد تساعد في تنشئة شخص غير مؤهل.
بينما وجهة النظر البناءة، فهي ضرورية أيضا، فلا يمكن لأحد أن ينكر أن المديح الذي قد يحصل عليه، متى قام بعمل شيء ما سواء كان هذا العمل المنجز شخصياً أو في الحياة العملية، فكلمات مثل، احسنت، وادهشتني، واذهلتني، وممتاز، أو حتى كما في لهجتنا المحلية كنت هايل، يمكن أن يكون لها اثراً فعالاً على النفس، فهذه الكلمات لها اثر قوي وفعال، كأثر الدواء الفعال على المريض المتعثرة حالته، فوجهة النظر ورؤية الأشخاص تجاه بعضهم البعض، لابد من توظيفها لتحقيق اكبر قدر من الاستفادة في تطوير وبناء الأشخاص ومن ثم الأمم.
فلا تجزع لمن كنت يوماً في وجهة نظره أمير، فقد تكون أنت في وجهة نظر شخص اخر، كان متواجدا أيضا في نفس اللحظة فاشل وحقير.

د. أميرة محمد علي العين الثالثة

مقالات الرأي

آخر الأخبار