الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024 02:25 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. رشا محمد تكتب: فن الصمت: كيف تحمي زواجك من تدخل الآخرين؟”

د. رشا محمد
د. رشا محمد

هل السر في العلاقة الزوجية السعيدة يكمن في الصمت؟ وكيف نحمي علاقتنا من تدخل الآخرين؟ هل الاستماع إلى نصائح الغير يفسد العلاقة أم يقويها؟
العلاقات الزوجية تعتبر واحدة من أكثر العلاقات تعقيدًا وتفردًا. كل زوجين لديهم ديناميكية خاصة بهم، والاحتياجات والتوقعات تختلف من شخص لآخر. على سبيل المثال ، قد تجد زوجة سعيدة وهي تقوم بإعداد الطعام يوميًا، بينما أخرى تقوم بذلك بدافع الحب لزوجها وأولادها رغم أنها لا تحب المطبخ. وهناك من لا تهتم بالطبخ على الإطلاق وزوجها يكون راضيًا تمامًا، وربما هو من يقوم بالطهي بنفسه.

ولكن بالرغم من استقرار العلاقة في أغلب الأحيان، قد يحدث تغير كبير عندما يتدخل طرف ثالث في حياة الزوجين. هذا الطرف الثالث يمكن أن يكون الأم، الأخت، الأب، أو حتى أحد الأصدقاء أو الأقارب. هنا يظهر دور "التدخل الاجتماعي" كما أشار إليه عالم النفس ألفريد أدلر، الذي أكد أن العلاقات الاجتماعية الخارجية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على العلاقة الزوجية، وغالبًا ما تكون هذه التأثيرات سلبية بسبب اختلاف تجارب الآخرين عن حياة الزوجين الشخصية.

أحيانًا تكون نوايا هؤلاء المتدخلين حسنة، حيث يحاولون تقديم النصيحة بناءً على تجربتهم الخاصة، ولكن كما يقول المثل المصري "اللي يده في المية مش زي اللي يده في النار". تجربتهم قد تكون غير ناجحة، لذا تأتي نصائحهم مضللة وغير ملائمة للعلاقة التي يحاولون إصلاحها. ولعل هذا ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" (رواه البخاري ومسلم). فالكلمة الطيبة أو الصمت يكونان أفضل من التدخل في شؤون الآخرين بغير علم.

وعلى الجانب الآخر، هناك من يتدخل بدافع الحسد أو الكراهية، بهدف إفساد العلاقة بين الزوجين. الحسد هو إحدى الصفات التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا" (رواه مسلم). هؤلاء الأشخاص يغذون مشاعر الغيرة والضغينة بين الزوجين، مما يؤدي إلى تدهور العلاقة وتفككها.

ولكن، يبقى السؤال: من هو المسؤول الأكبر عن هذا التدخل؟ الجواب ببساطة هو الزوج أو الزوجة الذين يسمحون لهذه الأطراف بالتسلل إلى حياتهم الشخصية.

من الدروس الهامة التي تعلمناها من السيرة النبوية وسيرة الصالحين، كما في قصصهم المأثورة في التاريخ المصري، أن الحفاظ على العلاقة الزوجية يتطلب الحكمة والصبر. نرى هذا في قصة زواج سيدنا إبراهيم عليه السلام من السيدة هاجر، وكيف تعامل مع المواقف الصعبة بحكمة وصبر دون تدخل من الآخرين، مما جعل حياتهما مليئة بالسكينة.

في النهاية، السر لعلاقة زوجية صحية ومستقرة يكمن في الصمت والابتعاد عن نشر أسرار الحياة الزوجية أو الاستماع إلى نصائح غير متخصصة. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك" (رواه الترمذي). فلا تحكي ولا تسمع إذا كنت ترغب في بناء بيت يعمر بالحب والتفاهم.

د. رشا محمد فن الصمت زواجك

مقالات الرأي

آخر الأخبار