الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024 02:25 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

ليلي حسين تكتب: أشتاتا .. أشتوت .. !

ليلي حسين
ليلي حسين

يخبرنا العم جوجل جزاه الله عنا خيرا أن عدد مساجد والزوايا في مصر المحروسة أكثر من 150000( 150 ألفا ) .. كلها تفتح دقائق قليلة قبل كل صلاة ، و لا يقبل على الصلاة إلا عددا لا يتجاوز أصابع الكفين ، عدا يوم الجمعة والمناسبات الدينية ..
في أعوام الطيبة و المبادئ و الأخلاق والبراءة ، كان المسجد و الزاوية منارة للعلم و الدين ، ومظلة الغريب ، أتذكر تبرع المحترمين صفوة أبناء الوطن، لإعطاء دروس تقوية مجانية للطلبة في جميع مراحل التعليم من الابتدائي حتى الثانوية ، كانت المساجد مراكز للتفوق في الدين واللغة العربية و الحساب للصفوف التأسيسية الأولى .. لماذا فقدت المساجد رسالتها ، واقتصرت على"جاعورة" الخطباء في مساجد الحي الواحد يوم الجمعة ، تنافس غريب وتشويش ، من صاحب أعلى جاعورة ؟!
الخطب موضوعاتها مفروضة و موجهة من قِبل الأسياد - أشتاتا أشتووت - في غالبية الأحيان لغة المنبر متخمة بالأخطاء اللغوية ، تستطيل الخطبة بالترهيب والتنمر و الوعيد بصوت جهوري قميئ كأنه الحاكم بأمره ، فيتكاسل ويتململ الوافدون إلى المسجد ، هاربين متأففين من الواعظ الخطيب ..
مصاريف إنارة و تهوية و فرش و تتكاثر أموال المتبرعين ، ك "صكوك الغفران" بينما في معظم المساجد "الميضة" و "دورات المياه" لا تمت للآدمية بصلة ، تفتك بها القذارة و مافيا الأمراض السريعة ، و لا أحد من أصحاب الوجاهة يتبرع بصابونة في حمام ،هكذا يكون الأمر من بره بينما من الداخل يعلم الله ..
"زاد الطين بلة" من الكوارث العظمى أن تكون القيادات الدينية بالتوريث ، كما يحدث في معظم مناصب مؤسسات الدولة ، فيكون ابن القاضي قاضيا حتى لو كان فاقدا لضميره ، و ابن اللواء ضابطا يفتقد كل مقومات الأمانة ، و ابن الطبيب بائع الأعضاء طبيبا متألقا ، من الطبيعي إذن أن يكون .....
توريث المهن والمناصب كارثة تفتك بالوطن والعقول حتى لو كان الوريث غير مؤهل لمهام الولاية ، فكيف يتولى من سقطت حروف العربية الفصحى من حنجرته وأسنانه منبر القيادة و الإمامة ، أليس من الحق و الواجب أن يكون الولي عليما حكيما مفوها ، حتى لا يسلك مسلكه الأطفال و الكبار و الجهلاء التابعون ..
وزارة الأوقاف و الأولياء في كل مؤسسات المحروسة و كل من يقبض على صولجان السيادة استقيموا يرحمكم و يرحمنا الله ..

ليلي حسين أشتاتا أشتوت

مقالات الرأي

آخر الأخبار