الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024 02:24 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. امينه زنون تكتب: العطاااااء المهلك !!

د. امينه زنون
د. امينه زنون

ماهو العطاء الذي قد يتسبب ف الأذي لصاحبه؟؟

أيُعقل ان يتعب أو يهلك الشخص الكريم المعطاء؟؟

العطاء المهلة لصاحبه هو..
العطاء ببذخ دون انتظار مقابل
ولا يشترط هنا العطاء المادي
ولكن جميع أنواع العطاء
المادي والمعنوي أيضا
وأخص هنا المعنوي أكثر
لانه في ظل تلك الأيام التي تمر على الكثير منا ونحن معبئين بكثير من الضغوط والمتاعب نحن بحاجة لاني نرحم بعضنا البعض نحتاج للرفق في المعاملة،نحتاج لان نكون لطفاء مع بعضنا البعض.

الود بالود والباديء باللطف تألفه الروح

على قدر ما نأخذ يجب أن نعطي.

فما الشئ الذي يجعل الود يدوم والمشاعر الجميلة تزداد مع الوقت...؟

في جميع العلاقات أياً كانت العلاقة ( زوجين، مخطوبين، صداقة، قرابة..)
بعد فترة زمنية بيحصل الاتي :
إما أن :-

- تزداد المشاعر
- تظل المشاعر كما هي
- تقل المشاعر


فما هو الشئ الذي نحتاجه إذن كي تبقى العلاقة بين الطرفين قوية؟؟


من المؤكد في اي علاقة ان كلا الطرفين يحتاج للاحساس بأن الطرف الآخر يبادله نفس الشعور فيحتاج إلى الحب وان يشعر ان الطرف الآخر يحبه ويشعر به.

لكن إذا كان حديثنا هنا عن علاقة أحد أطرافها يعطي والآخر يستقبل فقط فنحن هنا بصدد علاقة هشة من المؤكد انها ستنهار أجلا أو عاجلا.

لماذا؟؟

لانه يشترط لنجاح اية علاقة أن يكون هناك نوع من التوازن كما ذكرنا من قبل سواء كانت علاقة ( أزواج، أقارب، أصدقاء.. الخ).

فنحن نحتاج للحب أيضاً كما نعطي، فلا يمكن أن تستمر علاقة دون توازن بين الطرفين.

ذات مرة سمعت احدى الفتيات تشتكي أنها تحب خطيبها كثيرا وهو أيضا يحبها لكنه لا يفعل مثلما تفعل.

قالت أنا اهتم به كثيرا.
أبادر دائما بالسؤال عنه.
أبادر دائما بالاتصال به.
اسأل عن أهله باستمرار وعن أحوالهم.
اذا كان أحدهم في مشكله اتطوع بمشاركتهم
أبادر دائما بالاحتفال باعيادنا سواء عيد ميلاد او زواج او مناسبة تخص أحد أفراد عائلته.

ولكنه لا يفعل ذلك ابدا
(قلما تذكر مناسبة تخصني
أو تخص أهلي)

بنيتي كي تبقي المشاعر كما كانت منذ البداية وتزداد لابد أن يكون هناك توازن في العلاقة.
لا يصح ان تعطي ببذخ والطرف الآخر يأخذ فقط أو يكون مجرد مستقبل لمشاعرك الجميلة دون اية رد فعل.
يجب أن يعطي كما ياخذ

هناك أناس لديهم فيض من المشاعر.. هؤلاء الفئة هم دائما يعطو دون انتظار مقابل..
حقا هذا شئ رائع

لكن

كما ذكرنا شرط نجاح اي علاقة هو انها بالبلدي كدا
(تكون رايحه جاية)
(خد وهات)
وهذا ليس له علاقة بحب الذات ابداً،. لكنه شرط كي تبقى المشاعر ولا تنضب ابدا
فهي كالازهار تحتاج إلى أن ترعى وتسقي كي تستمر على قيد الحياة.

ليس عدلاً أن نعطي الكثير دون أن ناخذ ولو قليل.


هناك بعض حالات الطلاق التي كانت تأتي للعيادات النفسية كانت لهذا السبب، طرف يعطي والآخر مجرد مستقبل، والشخص الذي تعود أن يأخذ فقط يمكن التعامل معه واقناعه ببعض مشاكله بقليل من الجهد لكن هناك من
اعتاد أن ياكل وهو يضع قدما فوق الأخرى دون تحريك ساكن..
فأصبح بمرور الزمن الشخص الذي يعطي باستمرار مخزون المشاعر التي لديه قلت واوشكت على النفاذ فهي تحتاج أيضا الي الاهتمام كي تستعيد روعتها وتزهر من جديد.

الإنسان بطبعه متمرد او كما يقولون (نمرود) كلما كان الشيء الذي امامه كثيرا تدلل وبغضه.

والأسوأ من ذلك أن يكون الطرف الذي تعود أن ياخذ دون عطاء شخص
شخصية أنانية
أو
شخصية اتكالية
او
شخصية اعتمادية

لانه سيصبح ما ياخده حق مكتسب.. فعندما يقل عندك ذلك المخزون لا يخجل أبداً من القاء اللوم عليكي وانك مهملة في حقوقه عليكي، ولم تعودي كالسابق وسوف يتهمك بأنك مقصرة معه.

أو
الخيار الذي يفعله الاغلبية وهو ان يبحث عن غيرك ليستقبل منه أيضا ويعوض مكانك.

ما أجمل العطاء. !!

لكن

نحن أيضا نحتاج لكلمات طيبة، لطيفة ولبعض الورود والمجاملات الخفيفة ورفع معنويات كادت أن تهوي بنا.

نصيحة لكلا الطرفين
لا تعطي حتى ينفذ مخزونك
هناك قلة سيقدرون بعض التضحيات لكنهم كما ذكرنا قلة فقط لكن الكثير لا يقدر ذلك.

أعطو ببذخ وكونو كرماء

لكن
لمن يستحق
لمن يقدر
لمن يعترف يوماً بأنك كنت كريما معه

لانه اذا كان الطرف الآخر شخص انتهازي او اتكالي او اناني هيكون حظك أسوأ
لانه لم ولن يفهم تعبك او ان طاقتك نفذت واصبحت بحاجة لشحنها كي تسترجع قواها او لتقوم مرة أخرى.


ما أجمل أن يكون بداخلك قلب نقي يحب العطاء دون مقابل.
لكن
عندما يكون مع الشخص المناسب الذي سيقدر ذلك، وإذا كان غير ذلك ستصبح شخصية ضعيفة وسوف يستهان بك ويتم استغلالك.

د. امينه زنون العطاااااء المهلك

مقالات الرأي

آخر الأخبار