الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024 02:27 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

هشام بيومى يكتب: التوتر

هشام بيومى
هشام بيومى

يهمني أن يكون الناس أكثر سعادة وصحة وتستطيع تحطيم العقاب بقوة إرادتك وإصرارك للوصول إلى حلمك.
والعقبات التي تصادفك في طريقك متعددة ومنها التوتر، ونعلم أنه يسبب الأمراض ويضاعف المخاطر نفسيا: سوء الحالة المزاجية والشعور بالإرهاق وصعوبة الشعور بالاسترخاء والهدوء والميل إلى الوحدة وعلى المستوى الجسدي: انخفاض مستويات الطاقة وآلام في الرأس واضطراب المعدة وآلام العضلات والصدر وينتج عن التوتر تأثيرات سلبية مثل عدم القدرة على اتخاذ القرارات وزيادة النسيان وقلة التركيز وأصبح التوتر عدوا ولكن التوتر ليس هكذا. تقول الدكتورة كبلي مالك أستاذ علم النفس من جامعة ستانفورد أن الأشخاص الذين آمنوا أن التوتر مضر بالصحة زادت نسبة وفياتهم ب ٤٣% ، بينما الأشخاص الذين عانوا الكثير من التوتر ولكنهم لم يروا أن التوتر مضر بالصحة كانت نسبة وفياتهم طبيعية مثلهم مثل الأشخاص الذين لديهم القليل من التوتر. في دراسة بأمريكا ذكر الباحثون أن التوتر لا يسبب الوفاة بل أنه الاعتقاد بأن التوتر يضر بالصحة، إذا تغيير معتقدك حول التوتر يجعل صحتك أفضل وهنا يقول العلم... نعم
يمكن تغيير استجابة جسدك للتوتر، قد يزيد خفقان قلبك ويبدأ جبينك بالتعرق ويتلاحق تنفسك وتُفسر هذه الظواهر الجسدية بالقلق أو علامات على أننا لا نتعامل بشكل جيد مع الضغط النفسي ولكن بدلا من ذلك... ماذا لو رأيتم أن جسدكم ينشط نفسه ويحضرك من أجل هذا التحدي، هذا بالظبط ما قيل للمشاركين في دراسة أُجريت في جامعة هارفارد قبل إجراء اختبار التوتر الجماعي ثم تعليمهم الاستجابة المفيدة للتوتر وأن زيادة خفقان القلب هو تحضير للمواجهة وإذا زادت سرعة تنفسك، لا مشكلة... فإن الجسم يضخ أكسجين أكثر للدفاع هكذا تكون الاستجابة جيدة نحو التوتر وأقل قلقًا وأكثر ثقةً.
والاكتشاف الأكثر روعة هو تغير الاستجابة الجسدية للتوتر فالاستجابة النمطية هي زيادة ضربات القلب مع انقباض الأوعية الدموية وهذا أحد أسباب أن التوتر المزمن مرتبط بأمراض القلب والشرايين، ولكن عندما قام المشاركون في الدراسة برؤية التوتر كعامل مساعد بقيت أوعيتهم الدموية في حالة استرخاء، قلوبهم كانت تخفق لكن كانت مخططاتهم القلبية أكثر صحة تشبه كثيرا حالة الفرح هذا التغير البيولوجي يمكن أن يحدث الفارق بين نوبة قلبية ناتجة عن التوتر في سن الخمسين وبين العيش بصحة حتى سن التسعين وهذا ما يكشفه العلم والدراسات اليوم أن طريقة الاعتقاد حول التوتر شيء مهم ويصنع فارقا.
نأمل عندما يزيد خفقان قلبك خلال التوتر أنك سوف تتذكر هذا الكلام وسوف تفكر في نفسك.. إن هذا جسدي يساعدني في تجاوز هذا التحدي، وعندما تفكر في التوتر بهذه الطريقة جسمك سوف يصدق هذا الاعتقاد، واستجابتك للتوتر ستكون صحية أكثر.
أما الجانب الأقل تقديرا للتوتر هو أنه يجعلك اجتماعيا لكي تفهم هذا عليك أن تعرف عن هرمون الأوكسيتوسين وهو هرمون عصبي ينظم الغرائز الاجتماعية فهو يدفعك لفعل الأشياء التي تعزز العلاقات الوثيقة ويجعلك تتوق للتواصل مع أصدقائك والمقربين ويجعلك أكثر استعدادا للمساعدة ودعم الأشخاص الذين تهتم لهم.
ومما لا يفهمه معظم الناس حول الأوكسيتوسين أنه هرمون التوتر! حيث تضخ الغدة النخامية هذا الهرمون باستجابة للتوتر، عندما يتم تحرير الهرمون كاستجابة للتوتر فأنه يحفزك لطلب الدعم وأخبار شخص ما بما تشعر به، حيث يمكن دعم بعضنا البعض في الأوقات الصعبة وأن نكون محاطين بأشخاص يهتمون بنا. الأوكسيتوسين لا يعمل فقط على تحفيز دماغك بل أنه يؤثر على كامل جسمك وأحد أدواره الرئيسية في ذلك هو حماية نظام القلب والأوعية الدموية من التوتر، فهو يعمل كمضاد التهاب طبيعي.
إن استجابتك للتوتر لها آلية مدمجة لمقاومة الإجهاد تلك الآلية هي التواصل البشري وعندما تختار التواصل مع الآخرين تحت الضغط يمكنك إنشاء مقاومة للتوتر الذي يتيح لنا الوصول إلى قلوبنا، الذي يحب الفرح والمَعني في التواصل مع الآخرين وتُعلن رسالة تقول فيها إنك تثق في نفسك وتستطيع تحمل متاعب الحياة وتغيراتها وأكيد تتذكر أنه ليس عليك مواجهتها وحدك.

هشام بيومى التوتر

مقالات الرأي

آخر الأخبار