ليلى حسين تكتب : المُر و خيبات المرور في أم الدنيا
بوابة المصريينبعد حفر و ردم و سرقة و سوء تخطيط ، و صبر جميل ، اصطفت أعمدة الإنارة والأشجار والنخيل أمام بيتي بطول الطريق ، حتى طوفان أيام غبراء ، إذ هبت رياح القبح على المنطقة بأمر من "لا نعلم" ، فأتى على الحي لصوص الروح أعداء الجمال لذبح الخضار ،بل اقتلاعه من الجذور ليغرسوا خوابير و أعمدة خرسانية لإنجاز الكباري، كيلومترات بلا شجرة واحدة ولا "ضليلة" تحمي مساكين الطريق ، و لا مقعد ولا نقطة ماء تبل الريق، الحوادث رهيبة ، كبار السن يتساقطون من حر الطريق ، العابرون تدهسهم السيارات التي لا تحترم السائرين ، لا يوجد مطب و لا "مقب .. مارس البلطجية مهنة "السايس" تحت الكباري ، واحتلت الأمونيا و الفضلات البشرية جانبي الرصيف وأعمدة الكباري كمراحيض عامة بلا نظافة و لا ستر !
رجال المرور البسطاء الطيبون كما الهم على القلب ، لكن سوء التنظيم المروري والإدارة نأى بهم بعيدا حتى أصبحوا بلا وجود فعلي ، لا يوجد منهم من ينظم الحركة ويحمي المواطن من مافيا الموتوسيكلات والتكاتك وسيارات مسرعة بلا ضمير ، فقط بعض الرتب الأعلى التي تخطت رؤوسها النجوم ، يتواجدون قرب "الكمين" لتحقيق وجودهم على الأسفلت أمام أرصفة تعجيزية تشيد بالفشل لارتفاعها حوالي أربعين سنتيمترا .. الأرصفة خالية من الرحمة والإنسانية ، بلا مقاعد ، لا سلال قمامة و لا بقعة ظل تحمي العابرين كبار السن من مصائب الطريق ..
لم يعد هناك من يغرس أشجارا معرضة للاغتيال على جانبي الطريق أمام المحلات أو في فجوة على الرصيف .. ؟!
حوادث عبور الطريق لا تتوقف و الموتى بلا دية ،
لقد أسند أمر روح المواطن و حياة الأطفال لكل فاقد خبرة و ذكاء .. أغثنا يا الله يا رحمن يا لطيف ..