الأربعاء، 15 يناير 2025 08:29 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. أميرة محمد علي تكتب: أسلحة الحروب والمعاصرة

د. أميرة محمد علي
د. أميرة محمد علي

منذ بداية معرفتنا بالتاريخ الإنساني، اعتدنا دوما على وجود صفحات مميزة بداخل أمهات الكتب التاريخية، وهذه الصفحات هي الأبرز في كتب التاريخ التي تتناول تاريخ حضارة من الحضارات، آلا وهي الحروب التي يخوضها الحكام في فترات حكمهم، فتلك الحروب تعد العلامة الأبرز في تاريخ الأمم والتي من خلالها يمكن الحكم على مدى القوة أو الضعف الذي كانت عليه هذه الحقبة التاريخية.

فبتصفح صفحات كتب الحضارة المصرية القديمة ومن خلال ما تم مشاهدته من نقوش على جدران المعابد، تبين مدى التطور الذي وصلت له الحضارة المصرية القديمة في استخدام أسلحة الحروب، ولعل أبرز هذه الأسلحة هي العجلة الحربية تلك التي بها تم إنقاذ مصر من بطش الهكسوس، وكان هذا على يد الملك أحمس، وبتقدمنا للامام قليلا لوجدنا أنفسنا أمام حقبة تاريخية هي الأبرز في التاريخ المصري القديم إنها معركة مجدو تحت قيادة الملك تحتمس الثالث، تلك التي استخدمت فيها تكتيكات عسكرية لم يسبق لها مثيل، إذ تم تقسيم الجيش لقلب وجناحين، وبوصولنا إلى فترة حكم الملك رمسيس الثاني، لوجدنا انفسنا أمام أسلوب عسكري جديد، إذ تم توقيع اول معاهدة سلام في التاريخ بين مصر والحيثيين، وذلك عام 1258ق.م.
وبالاطلاع في كتب التاريخ الإسلامي منذ عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) لوجدنا أنواع مختلفة من الأسلحة ربما لم تكن حديثة في ذلك العهد لكنها استطاعت تغيير مجريات المعارك والاحداث ففي غزوة الخندق أو الأحزاب تم حفر خندق حول المدينة، وهذا كان أسلوب حربي قديم متبع لدى الفرس، كذلك عرف المسلمون المنجنيق الذي يشبه قاذفات الصواريخ حاليا، واستخدم لأول مرة في اثناء الصراع بين عبد اله بن الزبير ومعاوية بن أبي سفيان، وقد تم استخدام المنجنيق في فترة الحكم المملوكي ولاسيما في حصار قلاع الصليبيين حتى تم القضاء عليهم تماما، ولم يقتصر التطور على ذلك فحسب ففي فترة الحكم العثماني وتحديدا في عهد السلطان محمد الفاتح تم ابتكار وسيلة خداع عسكرية جديدة، إذ تم نقل السفن على الواح مغطاة بطبقة من المازوت حتى يسهل لها الانتقال عبر الأراضي فباتت السفن تتحرك على الأرض مما أصاب العدو بالذهول وتم فتح القسطنطينية وأصبحت عاصمة الخلافة العثمانية بعد أن تغير اسمها إلى استنبول.
وفي العصر الحديث تم اكتشاف البارود الذي غير مجريات الحروب تماما حتى أن المماليك في اثناء التصدي للحملة الفرنسية على مصر 1798 أصيبوا بالدهشة حينما تم استخدام البارود ضدهم في المعارك؛ مما تسبب في الهزيمة وبقاء الحملة الفرنسية بمصر لمدة قربت من الثلاث سنوات، وظل التقدم يزداد ويزداد حتى وصل الأمر لاستخدام سلاح اكثر فتكا وهو ما ظهر في ابتكار القنبلة النووية، تلك التي استخدمت لأول مرة عام 1945 عندما تم قذف قنبلتين هيروشيما ونجازاكي على اليابان لإيقاف قوتها، وظل السلاح النووي لليوم هو اكثر الأسلحة فتكا، ولكن في ظل هذا ابتكر المصريون سلاحا فتاكا غيروا به مجريات الحرب ومن خلاله كان لهم النصر، وذلك حينما تم استخدام خراطيم المياه لنسف خط برليف ذلك المانع الترابي الذي كان بمثابة حجرة العثرة أمام استرداد المصريين لأراضيهم، ولكن سرعان ما تم انهياره أمام العقول المصرية في أكتوبر 1973، ولكن اليوم تعددت أسلحة الحروب وكلن منها بات يلعب دورا أساسيا في تغيير مجريات احداث العالم فما نشاهده من استخدام أسلحة كالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، فضلا عن التهديدات من حين لأخر باستخدام أسلحة نووية، وقد ظهر ذلك جليا في الحروب المندلعة لليوم كحرب أوكرانيا، ولكن هناك سلاح اكثر فتكا مما سبق عرضه وهو الذي يغير فعليا في مجريات الحروب، ألا وهو الإعلام، ذلك الذي بات الكيان الصهيوني يعتمد عليه ومنذ مدة طويلة في تصدير صورة مشوهة للقضية الفلسطينية في محاولة معتادة لليهود لتزييف الحقائق عبر التاريخ.
من ثم وبلا شك فالأعلام بات أهم وسيلة حرب معاصرة، من الضروري امتلاكها بجانب الأسلحة المتطورة لدى الجيوش الراغبة في استعادة حقوقها.

د. أميرة محمد علي أسلحة الحروب المعاصرة

مقالات الرأي

آخر الأخبار