ولاء مدبولي تكتب : إلي المغرب الذي خذلني
بوابة المصريينصباح 22 سبتمبر 2019 م
سلمي : (وهي داخل التكسي متجهة إلي مطار الرباط سلا الدولي بالمملكة المغربية ) تكتب رسالة وهي متأثرة وحزينة ( مكنتش متخيله انك واطي كدا ... كنت أسوء سفير لبلدك ... أغرمت بالمغرب وأحببت الجائزة ولانك هنا لن أعود مجددا).
فبراير 2019 م
سلمي : (فنانة مصرية شابه تدرس بالمعهد العالي للسينما، لديها شغف بالفن .. جميلة وطموحة ... قامت بتجسيد عدد من الأدوار الصعبة لمسرحيات لكبار الادباء العالميين داخل مسارح متنوعة بجمهورية مصر العربية ... الان في عامها الاخير دراسيا)
أحمد : (مخرج له عدد من الأفلام القصيرة التي شارك بها في مهرجانات دولية )
داخل مسرح دار الاوبرا المصرية ..( أحمد) جالس وسط الحضور يراقب آداء الممثلين بتمعن لانه يبحث عن بطلة فيلمه الجديد .
مسرحية (بيت الدمية )
مسرحية نثرية من ثلاث فصول للكاتب النرويجي (هنريك إبسن) .. كتبها عام 1879 م تم عرضها لاول مرة علي المسرح الملكي الدنماركي في ديسمبر 1879 م
تتناول المسرحية أعراف الزواج في القرن التاسع عشر وأثارت جدل واسعا وقت عرضها .
تنتهي الرواية بترك البطلة (نورا ) زوجها وأبنائها باحثه عن ذاتها .
من خلال النص اوضح (إبسن) أن المرأة في ذلك العصر لا تستطيع أن تكتشف ذاتها، فهو مجتمع تحتكره الذكور بقوانين وضعها الرجال .
ويمكن النظر إلي أفكار المسرحية من منظور أكبر، حيث يري ( مايكل ماير) صحفي وكاتب مسرحي إنجليزي، أن موضوع المسرحية لا يدور حول حقوق المرأة وحسب، بل حول حاجة كل فرد سواء ذكر أو أنثي في العثور علي ذاته الحقيقة والسعي للوصول إليها .
استمتع (أحمد) والحضور بالمسرحية كثيرا واعجب بأداء (سلمي) التي قامت بدور البطلة (نورا) وقرر انها ستكون بطلة فيلم الجديد .
أغسطس 2019 م
تعيش (سلمي) أسعد أيام حياتها ... تم تخرجها بتقدير عالي من المعهد .. تتألق بكل دور تقوم بأدائه في المسرحيات التي تشارك بها ... وتم الانتهاء من تصوير أول فيلم لها ... وهو الفيلم القصير (ثلاثة أسابيع) تدور أحداثه عن المرأة وما تتعرض له من تعنيف نفسي في حياتها الزوجية بشكل درامي مثير .. للمخرج (أحمد شاكر) .
تتلقي اتصال هاتفي من المخرج يخبرها ان تستعد للسفر حيث تم ترشيح العمل للمشاركة في مهرجان ( سلا الدولي لفيلم المرأة بدولة المغرب )
سعادة غامرة وأول ما سعت له هو البحث علي السوشيل ميديا عن أصدقاء لها في المغرب لتستمتع برحلتها هناك .
عبد الواحد حسين : شاب مغربي في أواخر الثلاثينات يقطن بمدينة مراكش يبعث لسلمي رسالة علي الخاص داخل تطبيق الانستجرام .
عبد الواحد : تنوري المغرب كبيدة .
سلمي : شكرا لك .. يعني ايه كبيدة
عبد الواحد : ههههه كبدة بالمصري
سلمي : اها ههه معلش لهجتكم صعبه شوية عليا .. آخري كلمة بالزاف هههههه
عبد الواحد : لا تشيلي هم بعلمك و يسعدني ان القاك بالمغرب
(يرسل لها طلب صداقة علي كل تطبيقات السوشيل ميديا )
تدور بينهم احاديث كثيرة علي مدار تلك الايام واستطاع عبد الواحد بكلماته الجميلة الايقاع بإعجاب سلمي له .
10 سبتمبر 2019 م
يصل إلي مطار الرباط سلا الدولي كل من (سلمي واحمد ومدير التصوير خالد )
كانت سلمي متحمسه جدا لان (عبد الواحد) في انتظارها
استقبلها وبيده باقة من الورد
تعجب (أحمد) وسأل (سلمي) بغضب .. مين الاستاذ؟
سلمي : صديق مغربي لما عرف ان جايه حب يستقبلني وهيعرفني علي اهم المعالم هنا ... احنا قاعدين ليوم 22 سبتمبر فقلت استغل الفترة دي واتفسح، خاصه دي أول مره اجي فيها المغرب .
أحمد : بغضب شديد ... تمام يا سلمي يلا بينا علي الفندق لو سمحتوا .
عبد الواحد : تلفونيا .. يعبر لسلمي عن جمالها وسعادته بلقاءها والكثير من كلام الحب والغزل .
توهمت سلمي أنها تعيش قصة حب مميزه مع ذلك الشاب الذي خطفها بكلماته المميزة وبأهتمامه القوي .
أحمد : شعر بالغيرة الشديدة والخوف عليها من ذلك الشاب الذي لم يرتاح له ولا لنظراته لسلمي .
يبدو ان( أحمد) احبها بصدق ولكن احتفظ بتلك المشاعر النبيلة حتي يسمح الوقت بالتعبير واتخاذ الخطوة المناسبة .
منذ يوم 11 سبتمبر إلي يوم ختام مهرجان (سلا الدولي لفليم المرأة)الموافق 21 سبتمبر كانت تخرج (سلمي) مع (عبد الواحد) تقضي معه النهار في الانتقال بين ابرز معالم مدينة (سلا) مدينة عريقة تبعد بعض الكيلومترات عن العاصمة المغربية الرباط، تقع علي الضفة الشمالية لنهر أبي رقراق .... مدينة السبع أبواب ... مدينة القراصنة .
من أبرز المعالم السياحية التي قامت( سلمي) بزيارتها في( سلا) بصحبة (عبد الواحد) المسجد الأعظم الذي أنشأه(يعقوب المنصور الموحدي) في القرن الرابع عشر الميلادي وهي حقبة تميزت بإزدهار حضاري وعمراني كبير.
باب المريسي : بني في عهد السلطان (ابو يوسف يعقوب بن عبد الحق ) كان يصل بين إشبيلية الميناء المحمي الذي يمكن استخدامه كدار للصناعة ويصل المدينة بوادي أبي رقراق .
حديقة دار صبيحي و كنيسة سلا وصومعة مسجد برومادا وسيدي المسعودي ....
استمتعت بتلك الأيام برفقة (عبد الواحد) الذي صورها الكثير من الصور والقا علي مسمعها الكلام المعسول الذي أغراها كأنثي قلبها في أذنها ... كانت تحدثه عن طموحها، عملها، عائلتها، مستقبلها وفارس احلامها، لم يكترث بتلك الأحاديث كثيرا ويأخذ منها الكلام لنواحي اخري لها علاقة بجمالها وروعتها وكم تمني مقابلة شخص مثلها .
21 سبتمبر 2019م
يوم ختام المهرجان
كانت تتلفت حولها منتظره (عبد الواحد) ليشاركها تلك اللحظة المميزة في حياتها ولكنه لم يأت وارسل لها رسالة انه مشغول وسيلتقي بها ليلا للعشاء معا .
حزنت وكان يلاحظ ذلك بغضب( أحمد)
اللجنة تعلن فوز الفيلم المصري (ثلاثة أسابيع) كأفضل فئة تمثيلية الممثلة (سلمي الخطيب )
من سعادة (أحمد) حضنها عفويا واعتزر سريعا عن ذلك التصرف واتجهت (سلمي ) إلي المسرح تستلم جائزتها وهي سعيدة جدا .
بعد الانتهاء من المهرجان استأذنت (سلمي) من (أحمد) و (خالد) ووجهها سعيد وهي تقرأ رسالة (عبد الواحد) الذي ارسل لها انه ينتظرها بالخارج .
كان (أحمد )قلق جدا علي سلمي من ذلك الشاب ولكن تركها ترحل معه.
اصطحبها (عبد الواحد) بسيارته واخذ يتغزل بفستانها وجمالها الطاغي تلك الليلة ولم يكترث بجائزتها التي تحملها في يدها.
سلمي: احنا هنتعشي فين ؟
عبد الواحد : عندي بالبيت
سلمي: (بوجه متعجب ) ازاي يعني .. !!
يقترب منها (عبد الواحد) محاول تقبيلها بعنف
تبعده عنها ،تصعقه قلم وتنزل من السيارة وهي منهارة
لا تجد نفسها إلا وهي تتصل بأحمد تستنجد به ليأتي ويأخذها إلي الفندق .
صباح 22 سبتمبر 2019 م
سلمي : (وهي داخل التكسي متجهة إلي مطار الرباط سلا الدولي بالمملكة المغربية ) تكتب رسالة وهي متأثرة وحزينة ( مكنتش متخيله انك واطي كدا ... كنت أسوء سفير لبلدك ... أغرمت بالمغرب وأحببت الجائزة ولانك هنا لن أعود مجددا).