الجمعة، 27 ديسمبر 2024 12:46 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د.اميرة محمد تكتب: نقطة البداية

د.اميرة محمد
د.اميرة محمد

إنه من الطبيعي أن كل أمر في الحياة له بداية.
ومن المؤكد أن البداية لها تعريفات ومعاني متعددة سواء من الناحية اللغوية أو من الناحية الاصطلاحية، ولو أردنا وضع تعريف مبسط للبداية، من واقع استخداماتنا وتجاربنا في مختلف مجالات حياتنا اليومية، فأعتقد أن هذا التعريف وهو من منطلق رأيي الخاص، والذي لا الزم به أحد سيكون:
البداية:
هي تلك الخطوة الأولى التي يخطوها الشخص في مسار حياته المحدود، والذي لا يخلو من تكرار البدايات في كافة المجالات.
أو هي تلك النقطة الأولى التي يخطها العاقل في سجل كتاباته وإنجازاته.
ونحن لسنا بصدد وضع تعريف للبداية؛ فكما سبق وأن اشرت أن المعاجم مكتظة بالعديد من التعريفات الخاصة بكلمة البداية ، والتي هي افضل من تعريفي المتواضع، الذي وضعته في الأسطر القليلة السابقة.
فما يجب أن نسلم به هو أن كل ما يخطوه ويخطه المرء، هو أهم ما في الحياة البشرية على الاطلاق، فبتتبع مراحل تطور نمو الطفل الصغير لوجدنا العجب العجاب في ذلك، فرغم الضعف الذي يبدو على الطفل الصغير إلا أن في رأيي خطواته الأولى منظمة جدا، ولا اقصد هنا التنظيم الشكلي للخطوات ولكن قصدي هو التغلب على عثرات الحياة ومواصلة التقدم بكل ثقة وأمل.
فالطفل وبالرغم من ضعف قوته وصغر حجمه، إلا أنه افضل من يمكن التتلمذ على يديه وبكفاءة عالية لمن أراد أن يتقن ويتعلم كيف تكون بدايات الحياة.
ولا اقصد بالبداية هنا البدايات العادية، كالبدء في كتابة مقال ما...، فالبداية التي اقصدها واخصها بالتحديد هنا، والتي يجيدها الطفل وببراعة فائقة، هي تلك البداية التي يحتاجها الكثير منا في مواصلة حياته بعد تعرضه للتعثر والسقوط، اثناء مواصلته المسير في حياته.
فما اشد حاجتنا لتعلم القيام من جديد!، متغلبين على آلام السقوط وتوابعه.
لكن السؤال هنا هو هل البداية من جديد أمر صعب تحقيقه؟، هل البداية تحتاج في كل مرة مرشد لنتبعه في إيجاد البداية المثلى؟، هل حياتنا تحتاج من حين لأخر لاتباع أنماط مختلفة من البدايات؟
وفيما يتعلق بالإجابة عن السؤال الأول، فإنه من وجهة نظري الشخصية التي لا الزم بها أحد على الاطلاق، فإنني لا أنكر أن البداية من جديد أمر صعب، لكنه ليس مستحيل، بل هو في حاجه فقط لقدر من تحمل صعوبة البدايات، والاعتراف قبل ذلك بفشلنا السابق، بل والأكثر من ذلك هو تعايشنا مع حالة الحزن والخزلان التي مررنا بها قبل بدايتنا الجديدة، شريطة أن لا تطول تلك الحالة.
وفيما يخص إجابة السؤال الثاني، فوجود مرشد أمين بجانبنا وقت البداية هو أمر محمود، لكنه ليس حتمي؛ خاصة وأن معظم الناس في هذه الأحيان اصبحوا عمليين وبدرجة كبيرة؛ وربط بدايتك في مجالات الحياة المختلفة بأشخاص معينين، ربما يقلل قدرك ويرسخ لدى بعض الأشخاص فكرة أنك ضعيف الشخصية، وحتى أنه قد يؤذي نفسيتك خاصة وإن لم تجد هؤلاء الأشخاص وقت احتياجك لهم.
بينما الإجابة الثالثة، هي نعم حياتنا بحاجه لأنماط كثيرة من البدايات؛ فما كان يصلح للأمس اصبح لا يناسب لليوم، فالتطور اصبح ضروري في مختلف مجالات الحياة والتي من بينها البدايات الخاصة بكلن منا.
فتحية لمن قام وبدء بعد أن تعثر وفقد، والخزي والخزلان لمن رضي بذل المقام.

د.اميرة محمد

مقالات الرأي

آخر الأخبار