محمد سلطان يكتب عندما يقع الإنسان في مستنقع أفكاره
بوابة المصريينينتبه الإنسان فجأة بأن كل احبائه قد غادروا الحياة في غفلة من الزمن وبدون مقدمات كأنه ظل في غيبوبة فترة من الزمن وكل من تساقطوا من حوله كان إحساسه بهم إحساس وقتي به عذابات الفراق والحزن على الأحباء ثم تلهيه الحياة ومشقاتها ثم إذا مر شريط الذكريات يدرك الإنسان بأن من نزلوا من القطار هم كثر وكانوا مؤثرين جداً في حياته فيبدأ بإستيعاب أن العمر قد مر و اشتعل الشهر شيبا وان المحطة قد قربت وترجع به الذكريات بدءاً من الطفولة واللعب في الشارع ورحلات النادي والمصيف مع اسرته ودراسته في المدرسة ومدرسينه ومدرساته الذي احبهم والذي كان يهاب من عصاهم من ثم التلميذه التي تجاوره في الديسك (الدكة) في الصف الأخير الذي كان كله بنات وكان يحبها وتشكل له فتاة أحلامه وكان يخاف أن يخطئ في الإجابة أو يسقط في الامتحان (يجيب كحكة) في الشهادة لكي لا يكون في نظرها تلميذ بليد وفي نفس الوقت خوفه من والده الذي يجب أن يمضي على الشهادة الشهرية فيجب أن يكون متفوق... ويذهب بذكرياته إلى الإجازة الصيفية التي تعد المتعة التي تأتي كل سنة ولا يعرف أن السنين تسرق من عمره ولا يدرك والإجازة التي تحظى على التمارين الرياضية في النادي كرة القدم و الكاراتيه ثم اللعب في الشارع مع الأصدقاء والجيران ورحلات النادي الفيوم والسبع سواقي طنطا والسيد البدوي الإسماعيلية وفايد وبورسعيد والمنطقة الحرة والسويس والعين السخنة والاهرامات وحديقة الحيوانات وفي رمضان سيدنا الحسين واما في الصيف مصيف رأس البر وبلطيم وجمصة والإسكندرية خالد بن الوليد بكل الذكريات والخروجات والدراجات و الموتسيكلات وحفلات الترفيه ولمة الاخوات والام والاب والجيران والأصدقاء والإعجاب بالبنت التي تجاوره على الشاطئ ويستعرض أمامها بسباحته في البحر ولعبه الراكيت على الشاطئ والمشي على البحر بالواكمان واخر شريط لعمرو دياب والجلوس على الشاطئ بالتسجيل الكبير ذات الصوت العالي لجذب انتباه الناس..ويعود الإنسان لأهم واحب الذكريات ليذكر دروس تحفيظ القران الكريم في المسجد الملاصق للمنزل (الكتاب) ولسوعة خرازانة الشيخ عبدالحميد السعداوي والشيخ محمد ابوالحسن وجزء عامة .
مشاهدة الكرتون جريندايزر سنة ومازنجر سنة أخرى وباباي وكعبول السنافر وكل يوم جمعة ماما نجوى وبقلظ وسينما الاطفال ماما عفاف الهلاوي والكلبة لاسي ثم عالم الحيوان بعد الصلاة وقنوات التلفزيون الثلاثة التي كانت تقفل الساعة الثانية عشرة ليلاً..يااااااااه
على الذكريات التي كم تمنى الإنسان عودتها قم بداية مرحلة الشباب والثانوية والدروس والمذاكرة والمعسكر المغلق للمذاكرة ...
والذكر المعسكرات الشئ بالشئ يذكر معسكرات الكشافة التابعة لمركز الشباب معسكر أبوقير والهروب من فوق السور للسهر على كافيهات الإسكندرية والعوة هروباً من إدارة المعسكر والأمن وكل هذه الذكريات في مكان بعيد جداً داخل مستنقع أفكاره من ثم سنين الجامعة والأحلام
التقديم في الكلية الحربية والسقوط في كشف الهيئة ثم إدراك تعديل الحلم بثقل الموهبة في المعهد العالي للفنون المسرحية مع كل هذه الذكريات تعايشوا معه احب واعز الناس الام والاب والأخوات ثم الاصدقاء وحتى الجيران كانت المحبة تسود وكل هؤلاء أو أغلبهم قد تركوا الحياة ومن وراءهم بصمات وذكريات ومحبة في القلب لا مثيل لها ونزلوا كلا في محطته ثم ذكريات الارتباط في الجامعة وشلة الأصدقاء بالجدعنة بالندالة بالخناقات برحلات القناطر ووادي الريان والاهرامات وركوب الخيل ثم التخرج ورحلة العمل الشاقة وتحقيق الطموحات والصراعات في العمل والزواج والاولاد والهم والمسؤلية وكل هذا ويتساقط من حولنا اوراق الشجر التي تظلل علينا ثم بداية المرض والضغط وجلطات المخ والقلب واقرب من حولك هم من حولك يخافون عليك و يساندونك ثم اخر ورقة في بستان حياتك تسقط وهي أمك تدرك الآية الكريمة(انك لميت وأنهم لميتون ) ثم يدرك الإنسان بأن الوقت قد قرب وحان وأن نهاية الأفكار هي العودة للحقيقة واليقين.