هشام بيومي يكتب: وليم سايتو
بوابة المصريينأطلِق العنان لقدراتك العقلية الخارقة لتشحذ طاقتك وتزيد سعادتك وتحافظ على صحتك.
أن وظيفة عقلك لا تقتصر على فهم ما يدور حولك فحسب، بل هو يرسم لك العالم من حولك. فكل شيء تراه وتسمعه وتلمسه وتتذوقه وتشمه لم تكن لتدرك خصائصه من دون العقل. وأيًا كان ما تختبره اليوم، فعقلك هو المسؤول عن إعداده، لكنه لم يكن ليتمكن من هذا من دون توجيهك.
فإذا وجهته بالشكل الصحيح ستحظى بحياة ناجحة وسعيدة، وستكون واحدًا ممن يشكِّلون العالم من حولهم بتفكيرهم الباهر والمتألق.
سوف تكون فرصة رائعة لتغيير حياتك من خلال إعادة العلاقة بينك وبين عقلك. فالعقل ليس مجرد هبة كبيرة أعطتها لنا الطبيعة، بل هو بوابة لمستقبل لا حدود له،
وهذا ما فعله الياباني العملاق.
لم يكن والدا سايتو يتحدثان الإنجليزية عندما هاجرا إلى الولايات المتحدة، واستقرا في لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا، قبل عامين فقط من مولده هناك عام 1971. وقد ركز الوالدان على تعليم ابنهما الأكبر من بين ثلاثة أبناء علي الرياضيات، وذلك بإحضار كتب معقدة من اليابان وتعليمه أشياء تفوق مستوى عمره الزمني.
تبين أن ذلك كان ميزة هائلة لصالحه، في الواقع باتت معرفته بالرياضيات متقدمة جداً لدرجة أن معلمه بات خالي الوفاض من الدروس المناسبة له، فكان يقترح عليه أن يلهو "بشيء اسمه الكمبيوتر الشخصي" بدلاً من ذلك. ويقول سايتو: "تمكنت من الاستفادة من اللعب بالكمبيوتر بطريقة غيرت حياتي".
وبناء على نصيحة المعلم، أخذ الوالدان قرضاً من البنك لشراء كمبيوتر شخصي كان ثمنه 5000 دولار، بالقيمة الحالية للدولار، وهو الأمر الذي كان من وجهة نظرهم سيساعده ليصبح طبيباً.
لكن عملاً ما نظمه نفس المعلم غير مجرى حياة سايتو إلى الأبد. فقد اقترح المدرس على أحد الأصدقاء الذي كان يعمل محاسباً في بنك "ميرل لينش" أن يقوم سايتو الذي كان في العاشرة من عمره بمساعدته على كتابة برامج للكمبيوتر.
ويقول سايتو: "عندما أنجزت عملي تلقيت شيكاً في المقابل، وهو أمر لم أكن أتوقعه. لقد غير ذلك طريقة تفكيري تجاه القيام بشيء للتسلية، ولكن في نفس الوقت الحصول على أجر في المقابل".
فقد أسس سايتو شركته الخاصة والتي تركز عملها في نهاية الأمر على تحسين الأمان لأجهزة الكمبيوتر الشخصية من خلال تكنولوجيا مثل بصمة العين وبصمات الأصابع.
وقد أعلن سايتو رسمياً عن تأسيس شركته عام 1991 عندما كان في الجامعة. وقد أصبحت الشركة الرائدة في مجال القياسات الحيوية وأمن المعلومات. وبعد 14 عاماً فقط، أي عندما بلغ 33 من العمر، باعها لشركة مايكروسوفت.
وبينما لا تسمح له شروط الصفقة بالإفصاح عن المبلغ الذي حصل عليه، إلا أنه يعترف بأنه يستطيع أن يتقاعد ويقضي حياته بلا عمل لو أراد.
عام 2005، وبعد بيع شركته إنتقل إلى اليابان وأسس شركة InTecur لتوظيف الأموال والاستشارات. كما أنه يعمل كمستشار متخصص للحكومة اليابانية في مجال أمن الفضاء الإلكتروني والحاسوب.
لكن دافعه الرئيسي هو جعل اليابانيين أكثر ريادة في مجال الأعمال والاستثمار. وبالإضافة إلى تقديم الاستشارات للشركات في عدة مجالات تكنولوجية، تهدف شركة InTecur إلى مساعدة رواد التكنولوجيا اليابانيين الشبان على تحقيق النجاح، وهو أمر يشعر أن الثقافة اليابانية تجعله صعباً لأنها تقدم للمسؤولية أصحاب العمر الأكبر والخبرة.
ويقول سايتو: "لا يعطى الشباب في العشرينات اي لفرصة. ولذا شعرت أن لدي التزام بأن أرد الجميل لذلك الجيل القادم؛ لأن تلك الفرصة أتيحت لي شخصياً"
استثمرت شركته حتى الآن في 24 شركة أخرى، 14 منها تديرها النساء اللواتي يعتقد أنهن لا يحصلن على الفرصة الكاملة في المجتمع الياباني. ويقول إنه يحقق أيضاً سابقة في الإستثمار في أشخاص لم ينجحوا في السابق. ويضيف سايتو: "الفشل هنا في اليابان كلمة سيئة. بالنسبة لي العكس هو الصحيح. عليك أن تفشل مرة وأن تعيش تلك التجربة في البداية، ومن ثم تتعرف على نقاط ضعفك ونقاط قوتك".
ويُعتقد أن هذه الثقافة تخنق روح المغامرة والريادة اليابانية، وتعيق نمو البلاد. لكنه متفائل بأن الأمور في طريقها للتغيير، وهذا ما يجعله أكثر سعادة. ويمضي قائلاً: "إن إطلاق العنان لإمكانية النجاح في المستقبل ورؤية الناس يقومون بتغيير حقيقي، هو أكثر ما يجعلني أشعر بالفخر.
هذا وليم سايتو الياباني الذي علم شباب اليابان المخاطرة و العمل بلا ملل أو كلل.