د. رشا محمد تكتب: الأمان والطمأنينة في العلاقات: أعمق من الحب”
بوابة المصريينفي العلاقات الإنسانية، ليس من الضروري أن يكون الحب هو الأساس الوحيد. هناك قيم ومشاعر أخرى قد تكون أهم من الحب في بناء علاقة صحية ومتوازنة، مثل الراحة، الثقة، توافق المزاج، والشعور بالأمان والتناغم. فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" (صحيح مسلم)، مما يؤكد أن الألفة والتفاهم بين الناس قد تكون أحيانًا أعمق من الحب الظاهر.
في الحياة، قد نجد أنفسنا نميل للأشخاص الذين يفهموننا من دون حاجة للكلمات، لأن المشاعر أحيانًا لا تحتاج إلى تعبير، بل إلى من يفهمها بعمق. وكما يعلمنا علم النفس الإيجابي، فإن العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل والشعور بالأمان تزيد من مستوى السعادة النفسية وتحقق الطمأنينة، وهو ما يخلق بيئة داعمة تنعكس إيجابياً على الصحة العقلية.
من هنا، نكتشف أن الأمان في العلاقة يعني أن نمنح الثقة لشخص دون الخوف من خيانة تلك الثقة، وأن نبوح بمشاعرنا دون خشية من أن تستخدم ضدنا. الأمان هو الشعور بأنك مع شخص يفهمك حتى عندما تخونك الكلمات، ويقف بجانبك في اللحظات الصعبة
في النهاية، العلاقات التي ترتكز على الأمان والطمأنينة تكون أقوى وأعمق من تلك التي تعتمد فقط على الحب. فحينما نجد من يفهم مشاعرنا دون أن ننطق بها، ويمنحنا الثقة والأمان دون مقابل، نكتشف أن هذه هي العلاقات الحقيقية التي تستحق أن نتمسك بها. فالحب قد يكون شعوراً عابراً، لكن الأمان هو ما يمنحنا السعادة والاستقرار على المدى الطويل.
وكما قيل: "أجمل البشر من يزرع في قلبك راحة أنت لم تطلبها