هشام بيومي يكتب: علي بابا
بوابة المصريينفي مدينة هانغشتو الصينية التي تشتهر بجمالها الطبيعي وتراثها الثقافي وتقع علي رأس خليج يحمل إسمها، مما يضعها من المدن السياحية الصينية.
في قلب هذه المدينة الخلابة ولد جاك ما عام 1964 في عائلة فقيرة عانت كثيرآ لمحاولة تعليم إبنها، لكن جاك لم يكن متفوقا دراسيا، حيث فشل في إختبارات التأهل للجامعة أكثر من مرة.
جاك كان شغوف باللغة الإنجليزية، مما دفعه للتعرف علي السياح والعمل لديهم مرشدا لمعالم المدينة مجانا مقابل تقوية مهاراته في اللغة الإنجليزية، ونجح في ذلك وحصل علي درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية، وألتحق بكلية لتدريب المعلمين في هانغشتو.
أدرك جاك أن فشله في الدراسة بسبب يكمن في داخله، في طريقة تفكيره ومعتقداته عن نفسه، في هويته الداخلية حيث يوجد خطأ يجعل الفشل حليفه.
ركز جاك علي تغير هويته؛ التي تنبع من العادات وتكرار السلوك لفترة من الزمن، مما يعزز المعتقد داخلك، مثل الالتزام بالتدريب اليومي، يؤكد علي أنك شخص رياضي، الالتزام بالعمل يدلل علي أنك شخص مسؤل، تكرار السلوك هو الدليل أمام نفسك علي هويتك.
ومن هنا قرر جاك تغيير الهوية من خلال تغيير السلوك، حيث كان يخرج يوميا إلي رافلز سيتي وهو المركز الحضاري المستدام للمعيشة والعمل والترفيه ويحتوي علي عدد من الفنادق والمكاتب وهو هدف للسياح وأيضا هدف لجاك للتعرف علي الأجانب، زوار المدينة لتقوية اللغة الانجليزية التي أصبحت وسيلته إلي حياة جديدة مختلفة.
رغم محاولاته العديدة للألتحاق بأي عمل يساعده علي الصرف في مسعاه الجديد، إلا أن الفشل كان له بالمرصاد، لدرجة أنه كان الوحيد الذي تم رفضه عندما تقدم للعمل في الشرطة.
المعاناة والفشل لاحقة جاك في مسيرت حياته، لكن تركيزه علي ما يريد أن يكون، كانت نقطة التحول في حياته، حيث تبني معتقد واشتغل عليه، وهو أن يكون شخص ناجح، وبالتالي تخلص من كل العادات القديمة التي كانت تعوق تقدمه، أمن بقدراته وإمكانياته، لم تكن هوية جاك أن يكون إنسان غني، ولكن جوهر هوية جاك أن يكون إنسان ناجح، لذلك حدد ما نوعية الشخص الذي يجب أن يكون عليه، وكان سؤاله دائما لنفسه، هل الشخص الناجح يفعل كذا وكذا ام لا؟، وكان هذا السؤال بوصلة حياته.
سافر جاك إلي أمريكا بلد الفرص والأحلام للعمل كمترجم، وهناك تعرف علي الإنترنت، ليدخل هذا العالم ويدرك أهميته والتأثير الذي سيحدث في المستقبل.
كما قال باولو كوبلو في رواية الخيميائي" الألتزام الوحيد للإنسان هو أن يحقق أسطورته الخاصة، كل الأشياء هي شئ واحد وعندما ترغب في شئ، يتأمر الكون كله ليسمح بتحقيق رغبتك" وهذا ما حدث مع جاك ما.
في عام 1999عاد إلي الوطن و في ذهنه أفكار عديدة عن استغلال الإنترنت، جمع بعضا من أصدقائه في مدينة هانجشتو في الصين و بالمشاركة مع زوجته، جمع حوالي 20 الف دولار لإنشاء شركته الخاصة وكانت الغاية منها مساعدة الشركات علي إنشاء مواقع إلكترونية علي الشبكة العنكبوتية، في ثلاث سنوات جمع 800 الف دولار.
بعد نجاح ما في إدارة شركته الخاصة، قام بمساعدة من 18 من أصدقاء له بتأسيس شركة "علي بابا " واختار هذا الإسم لأنه مرتبط بقصة مشهورة وعالمية، القصد من إنشاء هذه الشركة هو تأسيس موقع إلكتروني، بمثابة محطة للمعاملات التجارية بين الشركات.
حقق موقع علي بابا الكثير من النجاحات ليتلقي جاك ما بعد فترة قصيرة دعما ماليا بقيمة 25 مليون دولار، مما سمح للشركة بالتوسع السريع في السوق، لتصبح أعمالها متواجدة في 240 مدينة حول العالم.
في شراكة مع شركة ياهو استطاع ما تطوير نظام التجارة العالمية حول العالم ليقوم بإنشاء مجموعة من المواقع الإلكترونية تحت شركة علي بابا لتتجاوز القيمة السوقية في سوق الأوراق المالية( بورصة نيويورك ) الي 30 مليار دولار عام 2014.
يقول جاك ما " اليوم قاس، وغدا أقسي، أما بعد غد سيكون يوما جميلا " وهذا يعني ألا يترك الواحد منا حلمه لأنه فشل مرة أو مرتين أو حتي ثلاث مرات.