الأحد، 22 ديسمبر 2024 03:01 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. رشا محمد تكتب: التعاطف بين الأزواج: جوهر العلاقة الزوجية الناجحة

د. رشا محمد
د. رشا محمد

التعاطف هو من أهم الأسس التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية، وخاصة العلاقة الزوجية. فهو القدرة على فهم مشاعر الآخر ومشاركتها بطريقة صادقة وعميقة. عندما نتحدث عن التعاطف بين الزوجين، فإننا نتحدث عن بناء علاقة قائمة على الحب، التفاهم، والاحترام المتبادل.

1. التعاطف كركيزة في العلاقة الزوجية:
التعاطف ليس مجرد شعور، بل هو مهارة يمكن تطويرها وتعزيزها بين الزوجين. من خلاله يستطيع الزوج أو الزوجة فهم مشاعر شريك الحياة بعمق، مما يساعد في تجاوز الصعوبات وحل الخلافات بطرق بناءة. فالزوجان المتعاطفان يكونان أكثر قدرة على التواصل بشكل فعال، مما يقلل من سوء الفهم ويزيد من التقارب العاطفي.

2. أهمية التعاطف في الحياة الزوجية:
بناء الثقة: عندما يشعر أحد الزوجين بأن شريكه يفهمه ويتفهم مشاعره، تتعزز الثقة بينهما، مما يجعل العلاقة أكثر استقرارًا وقوة.

تعزيز التواصل: التعاطف يمكن أن يعزز من جودة التواصل بين الزوجين. عندما يتحدث الزوجان بمشاعرهم بشكل صادق ومفتوح، يمكنهما حل المشكلات بشكل أسرع وأكثر فعالية.

التقليل من الصراع: الزوجان اللذان يتعاطفان مع بعضهما يقللان من حدة النزاعات، حيث يكون كل منهما أكثر استعدادًا لسماع الآخر وفهم دوافعه واحتياجاته.

*تقليل سوء التفاهم بين الأزواج
حتى بعد سنوات طويلة من الزواج، قد تجد أنه من الصعب أن تتنبأ ماذا يجول في ذهن شريكك، لكن في المقابل عادةً ما تقوم بالافتراض وتبدأ بتحليل الأمور دون اللجوء للشريك والتواصل معه.

القبول الواعي : قبول الشريك كما هو، بعيوبه مميزاته، وهذا يعزز شعور الأمان والثقة في العلاقة

هنا تنبع أهمية التواصل بين الأزواج من حيث التقليل من سوء التفاهم والافتراضات الوهمية التي تُقلقك.

3. كيفية تعزيز التعاطف بين الزوجين:
الاستماع الفعّال: يجب أن يكون الزوجان قادرين على الاستماع لبعضهما البعض دون إصدار أحكام مسبقة. هذا يتطلب الصبر والانتباه لما يقوله الشريك.

مشاركة المشاعر: من الضروري أن يعبر كل من الزوجين عن مشاعره بصدق ووضوح. التعاطف يتطلب أن يكون كل طرف على دراية بمشاعر الآخر وأن يتفاعل معها بشكل إيجابي.

التقدير والامتنان: يجب على الزوجين التعبير عن تقديرهما لبعضهما البعض باستمرار. الشعور بالتقدير يعزز من مشاعر التعاطف ويقوي الروابط بين الزوجين.

من الأخطاء الشائعة التي يقع بها الأزواج دون إدراكهم لذلك، فعلى الرغم من أهمية التواصل وإيصال مشاعرك وأفكارك لشريكك، لا تنسى أنكما فريق الآن، وأنك بحاجة لمراعاة الطرف الآخر، وعدم الاهتمام فقط بنفسك، فهنا يجب التصرف بمبدأ نحن معًا وسويًا إلى الأبد

4. تأثير التعاطف على الصحة النفسية والجسدية للزوجين:
التعاطف لا يعزز فقط العلاقة الزوجية، بل يؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية والجسدية للزوجين. الأبحاث تشير إلى أن الأزواج المتعاطفين يكونون أقل عرضة للتوتر والقلق، وأكثر قدرة على التعامل مع الضغوط اليومية.


5. التعاطف في ضوء القرآن والسنة:
الإسلام يشجع على التعاطف بين الأزواج. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خياركم خياركم لأهله"، مما يوضح أهمية التعامل برفق ورحمة مع الشريك. كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً" (الروم: 21). هذه الآية تشير إلى أن المودة والرحمة هما من أهم الأسس التي يجب أن تقوم عليها العلاقة الزوجية، والتعاطف هو مظهر من مظاهر تلك الرحمة.

ختامًا:
التعاطف هو العنصر السحري الذي يجعل العلاقة الزوجية تزدهر. من خلاله يمكن للزوجين بناء حياة مليئة بالحب، السعادة، والاستقرار. لذا، يجب على كل زوج وزوجة أن يسعيا دائمًا لتعزيز التعاطف فيما بينهما، لتحقيق حياة زوجية متوازنة ومليئة بالخير

د. رشا محمد التعاطف الأزواج العلاقة الزوجية الناجحة

مقالات الرأي

آخر الأخبار