كنا بخير لولا الآخرون : هذه الجملة وجدت على حائط مصحة نفسية قديمة مهجورة كتبها إحدى المرضى هناك ۔

علم النفس من أجمل العلوم الإنسانية التى تدرس للبشرية ، فالعلم الوحيد الذى غاص فى أعماق النفس البشرية من الداخل وكشف عن أغوارها ، وكشف عن عطب النفس البشرية من الداخل ۔

أجمع كل علماء النفس أن لا يوجد بشر سوى بنسبة ٦٠بالمائه وهذا أمر يستدعى أن نتوقف عنده ، فما يبدو من الظاهر أننا أسوياء ١٠٠بالمائه وهذا يتنافى مع نظريات علم النفس المدونة داخل كتب علم النفس والفلسفة ، فالبيئة منبع خصب لنمو الأمراض النفسية بعيدا عن طبيعة النفس البشرية منذ الميلاد ۔

فإذا رصدنا مراحل النمو الأولى نجد الطفل منذ الميلاد لا يعرف معنى الإكتفاء من الرضاعة ، الأمر الذى يفسره علماء النفس أن الإنسان يولد بفطرة النهم أى ( عدم معرفة حدوده للشبع ) ۔

الفطرة التى تعزز لاحقا النهم من كل شيئ مثال : النهم الجنسى ، النهم المادى ، النهم العاطفى ، النهم الوظيفى ۔

اضف إلى ذلك تأثير البيئة على الشخص مع تطورالسن العمرى له ، فالجزم أننا أصحاء نفسيا هذه مقامرة غير محسوبة ، الجدير بالملاحظة أن الأمراض النفسية لدى صغار السن تكاد تكون ظاهرة للعيان ، على عكس الكبار ، الذين بحاولون إخفاؤها مما يزيد الأمر تعقيدا ، لكنها تظهر فى سلوكهم دون أن يدروا !

قرأت فى مقال مترجم فى إحدى المجلات العربية المهتمة بالصحة النفسية وعلم النفس ، لأننى مغرمة بعلم النفس وعلم الفلسفة حتى فى كتاباتى الأدبية فلا تجد أى نتاج أدبى لى إلا وعليه صبغة فلفسية ونفسية للشخوص ۔

أعود بكم إلى سطور المقال المترجم للعربية : يتحدث فيه إحدى المرضى للطبيب فى مصحة نفسية يقول فيه محاورا الطبيب : عرفت من الممرضة أمس أنى تعافيت وسيتم إجراءات خروجى غدا ۔

الطبيب : نعم يا بيرد

هل أنت سعيد لذلك ؟

بيرد : لا ياسيدى

الطبيب مندهشا : لماذا ؟

لقد ظللت داخل المصحة خمس سنوات

رد بيرد بكل أسى وحزن : أريد خمسون عاما هنا حتى أتعافى ۔

الطبيب : لكن عمرك ٢٥ عام !

بيرد: لكن المجتمع أضاف ٢٥عاما كانوا أسوأ لى

بيرد : ممسكا متوسلا للطبيب دعنى من فضلك هنا فلا أريد الخروج

فا أنا هنا أعرف من مريض ومن لا لكن فى الخارج لا أعرف

الطبيب متسائلا : وأنا هل فى نظرك مجنون أم عاقل ؟

رد بيرد : مجنون يا سيدى لأنك ظننت نفسك العاقل الذى يعالج المرضى هنا

فكلنا مرضى يا سيدى والدليل سؤالك لشخص مجنون مثل بيرد لتثبت لنفسك أنك عاقل !