الأحد، 22 ديسمبر 2024 12:40 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. امينه زنون تكتب..ما بعد الصدمة….صدمة الموت

د. امينه زنون
د. امينه زنون

لم أعد أنا... بعد أن زارنا الموت!

بعد فقدان شخص عزيز عليك تشعر بمجموعة من المشاعر المختلفة من الحزن العميق واحيانا تصل لمرحلة الغضب.
قد تختلف عملية التكيف مع الحزن من شخص إلى آخر، حسب علاقته بمَن فقد أو مدى تعلُّقه به.

ثم تأتي بعد الفقد، لحظة تستيقظ فيها، لتشعر أن كل شيء هادئ، ثم تتذكَّر ما فقدته، فينغلق فجأة حلقك، وتنقبض معدتك، وتشعر وكأن روحك تنسحب منك، فماذا جري، هل استيقظت من كابوس مخيف أم مازلت نائم ولم استيقظ بعد!

فتنهمر دموعك على خديك ويضيق صدرك ويصعب عليك التنفس.
وتسأل نفسك كيف ستواجه اليوم المقبل، ثم تشعر بالوحدة والألم وحسرة مريرة.

فيمر ذلك بعدك مراحل:-


" مرحلة الإنكار" ، التي تتضمَّن إقناع الشخص لنفسه بأن الحدث الصادم الذي يُسبِّب له الألم لم يحدث، قد يُصدِّق الشخص ظاهريا أن الحدث المؤلم لم يحدث فعلا، لكنه في أعماقه يعرف الحقيقة. فمازال يحمل بعض الحزن، وربما الغضب.
"مرحلة القبول " أي قبول الخسارة لا يعني أنك لم تعد حزينا؛ لكنه يعني أنك تحاول التكيف مع الموقف والتأقلم مع الحياة.

ولكن هناك من يقف عند مرحلة الإنكار ولا يستطيع الوصول لمرحلة القبول فيقع في دائرة من الغضب والاكتئاب معا.
قد يكون ذلك بسبب العواطف الشديدة تجاه الشخص المفقود و المُعاناة من شوق شديد َحنين إليه والانشغال بذكرياتهم معاً.
فيصاب ذلك باكتئاب يجعله يشعر بحزن عميق وأحيانا تصل لمرحلة الشعور بالذنب وتأنيب الضمير.
فيشعر الأشخاص المصابون بالاكتئاب أن عواطفهم صامتة،
فلا يجيد التحدث
فقد تتشابه مشاعرنا، لكنها لا تُعاش بنفس الطريقة، ثمّة مَن يتجاوز الحزن و الألم، وآخر يغرق فيه."

فهناك بعض المخاطر على تلك الفئة التي تشعر بالاكتئاب ثم تفضل الانعزال عن الآخرين.
فمن الأشياء التي توفر بعض الأمان لهؤلاء الأشخاص الروابط العائلية حيث توفر بعض الراحة أثناء الحزن. فإذا كُنت تُعاني من فقد أحد أفراد عائلتك، فهذا يعني أن أفراد عائلتك الآخرين يُعانون من الأمر نفسه، على الرغم من أن هذا يعني شيئا مختلفا لكل واحد منكم. يمكن أن يساعدكم قضاء الوقت معا على التأقلم، سواء كنتم تقضون هذا الوقت في مشاركة القصص أو المواقف التي مرَّت بكم مع العزيز الراحل أو مُجرد التحدُّث عنه، يمكن لهذه الجهود الصغيرة أن تُحدث فرقا كبيرا للبعض.

فحين يكون المتوفى أباً أو أماً أو إبناً أو شقيقاً، يأخذ الحزن فترة طويلة حين يُدرك الشخص بأنه لن يعود ولم يعد باستطاعته أن يراه او يتحدث إليه مرة أخرى . فيبدأ بلوم نفسه، وأحياناً يُصاب بأعراض ذهانيّة كأن يقوم بمكالمة الشخص المتوفى ويخاطبه كما لو كان أمامه، وقد يصبح الحزن مصحوباً بأعراض ذهانيّة تعوّق الشخص عن أداء عمله أو إنجاز دراسته.

وقد يشعر الشخص باليأس تجاه المستقبل.
فتتملك الشخص مشاعر يأس مفرطة تجاه المستقبل.

وصف كاتب القرن العشرين "لويس" الحزن بأنه "حاجز غير مرئي بينه وبين العالم" بعد رحيل زوجته.
وقال انه في معظم الحالات يزول هذا الحاجز بمرور الوقت، لكن بالنسبة للبعض، يستمر ألم موت شخص عزيز لسنوات.

الجميع سيتعرَّض لهذه الأزمة، أن تمتد يد الموت لتأخذ شخصا مُقرَّبا منك أو عزيزا عليك. هذه أزمة لا تتعلَّق بفئة مُحددة، كلنا سيفقد شخصا يحبه في مرحلة ما من حياتنا، وغالبا ما يُصيبنا ذلك الشعور أننا لا نستطيع المُضي قُدما في حياتنا.
خاصة انك لم يكن يوما يخطر ببالك ان الشخص المتاح أمامك طوال الوقت سيأتي عليك الوقت الذي تتمنى فيه رؤيته وان كان حلماً.

دعوني احدثكم عن مرارة الفقد عن تجربة شخصية حين فقدت أغلي ما أملك…. " رحيل أبي".

فلم أكن أعلم او أصدق يوماً ان الموت بتلك المرارة فأصبحت حين أرى أو اسمع حديث أحدهم عن آبيه تتوارد بي غصات فقد أليمة وحنين واشتياق اليه .

فهناك تفاصيل كثيرة دُفِنت بجوار أبي، كضحكته ونظراته التي كان يملؤها الحب والحنان ونصائحه الدائمة التي كانت دائما معي في كل مكان، وخوفه وقلقه المستمر الذي كان يؤرقني في بعض الأحيان.

ألف كلمة وكلمة لا تزال عالقة بداخلي كالغصة لم أخبره عنها قبل برحيله لاني لم اتوقع أن تأتي النهاية بهذه السرعة.

فكان فقدانك أبي يشبه االموت وأنا على قيد الحياة.

رسالة لك أبي الغالي
برغم رحيلك من الدنيا إلّا أنّك لم ترحل مني لا زلت تسكنني، ولا زلت أراك في كل مكان أبي الغالي

كانوا يسألوني عن الأمان، أقول: حذاء أبي عند الباب.
رحمك الله أبي الحنون.
فليس بيدي حيلة غير الدعاء لك يا تاج رأسي بالرحمة والمغفرة والفردوس.

د. امينه زنون الصدمة صدمة الموت

مقالات الرأي

آخر الأخبار