د. رشا محمد تكتب: كالحلم يهرب العمر: بين عيب السنين وجمال الذكريات
بوابة المصريينكالحلم يهرب العمر من بين أيدينا، سريعًا وخفيفًا كما تهرب الرمال بين الأصابع. نشعر بأن الوقت يمضي بسرعة لا تُصدق، ولا نستطيع الإمساك به أو إبطاءه. العمر هو مسيرة مليئة بالأحداث والتجارب، بعضها يظل محفورًا في ذاكرتنا وبعضها يندثر في زحمة الأيام.
عيب السنين:
تكمن مشكلة السنين في أنها تمضي دون أن نلحظ، وتتركنا في النهاية نتأمل ما خلفته من آثار وذكريات. السنين تصنع الذكريات، تُشكل ماضينا، وتُصقل شخصياتنا من خلال التجارب التي نخوضها. ومع كل سنة تمضي، نكتشف أننا نبتعد خطوة عن الشباب ونقترب خطوة نحو النضج، وربما الشيخوخة.
السنين تمضي بلا رجعة، وهذا هو عيبها الأكبر. إنها تمنحنا لحظات لا تُقدر بثمن، ولكنها تسحبها منا في نهاية المطاف، تاركةً لنا ذكريات لنعود إليها بين الحين والآخر.
جمال الذكريات وعيبها:
الذكريات هي كنز ثمين نحمله معنا في رحلتنا الحياتية. هي لحظات مُجمدة في الزمن، تُمكننا من العودة إلى ماضينا الجميل أو حتى المؤلم. الذكريات تمنحنا الدفء والحنين، وتذكرنا بأشخاص وأماكن وأحداث شكلت جزءًا من حياتنا.
لكن، عيب الذكريات أنها لا تعيد السنين. مهما كانت الذكريات جميلة، فإنها لا تستطيع أن تعيد لنا لحظات الفرح أو حتى لحظات الحزن التي مضت. الذكريات تبقى صورًا ثابتة في مخيلتنا، تذكرنا بما كان ولكنها لا تستطيع أن تُغير الحاضر أو تُعيد الزمن إلى الوراء.
المعنى العميق للحياة:
من خلال تأمل هذه الحقائق، يمكننا أن نفهم أن الحياة ليست مجرد مرور سنوات، بل هي تجميع للذكريات والتجارب. علينا أن نعيش كل لحظة بوعي واهتمام، نستمتع بها ونستفيد منها، لأن كل لحظة تمر لن تعود مرة أخرى.
يجب أن نحتفظ بالذكريات الجميلة ونتعلم من التجارب الصعبة، دون أن نغرق في الحنين أو الندم. الحياة تستمر في المضي قدمًا، وكل يوم جديد يحمل في طياته فرصًا جديدة وتجارب أخرى تستحق أن نعيشها ونحتفظ بها في ذاكرتنا.
في النهاية، العمر يهرب منا كالحلم، ولكن الذكريات تظل ثابتة في عقولنا، تذكرنا بجمال الحياة وتعلمنا أن نقدر كل لحظة نعيشها. فلنجعل من كل يوم فرصة لنخلق ذكريات جديدة، نستمتع بها ونستمد منها القوة للمضي قدمًا في رحلتنا الحياتية.