نهي النجار تكتب: لقطة....
بوابة المصريينفي البنك الذي وصلت بجديتها وجهدها لمنصب يكاد يقترب من رقم واحد فيه ..يسمح بارتداء قمصان من كل الوان الكون اسفل جاكت البدلة السوداء ...وحدها قررت ان يظل اللون الابيض هو ما ترتدية كان لديها عشرات من القمصان البيضاء من اغلي وارقي الماركات وحتي ان دولابها بالمكتب للملابس الاحتياطية كان يحوي الكثير من القمصان ولكنها كلها بيضاء ....بقي سرهذه القمصان البيضاء حبيس صدرها لم تفلح كل محاولات الاستفزاز من النساء والرجال المتحزلقين في جرجرتها للبوح بسر هذه القمصان البيضاء ...
وكان يوم مثله كمثل كل ايام العمل الجاد المنظم جلست علي مكتبها الغاية في النظافة والخلو الا من اوراق العمل فقد رفضت وضع ورود او برواز لصورة واكتفت بتليفون قديم الطراز واقلام ويافطه اسمها مذيل بمنصبها البراق ...
علي غير العادة اخترق هذا الصباح صوت مرتفع هدوء الردهة المؤدية لمكتبها ثم ولحسن الحظ لم تترك كثيرا لاكتشاف سبب هذه الجلبة ..
ولج لمكتبها بعد طرق سريع ودون انتظار لردها باذن الدخول سكرتير مكتبها معلنا احتجاجه علي تعامل احد كبار عملاء البنك بحده وتعالي معه وراجيا الا تنصر العميل عليه وان تأتي له برد لكرامته ...
اكتفت بخلع نظارتها ذات الاطار الاسود ورمقت السكرتير بنظرة واعدة ان تاتي له بكامل حقه ..بعد ان اشارت له بيدها ان يأتيها بالعميل الكبير ..
اعدت نفسها مهنيا لاستقبال العميل الكبير واخذت من مقعدها الوثير درع لاحتواء جلستها بظهر مشدود واراحت خصلات شعرها خلف اذنها وعقدت اصابع يديها ..
يديها التي لاتحمل اي اثار معتادة تتركها دبلة ارتباط فهي تبدل خواتم يدها بما لايسمح لترك اثر علي اصابعها ...
وجنتها عينيها حواجبها ---كل مكونات ملامحها اتخذت وضعية مقاتلة قوية مهذبة استعدادا لرفع وجهها في مواجهة العميل الكبير ..
ومع لحظة ارتفع وجهها ومدها يدها لتشير له بالجلوس ---انهار كل هذا الاعداد (انه هو )...من تخطيء صاحب طعنة عمر انه ببساطة (هو ) ...
تمالكت ماتبقي من هيئتها واكملت الدور المرسوم واشارت بأن يجلس امامها ..
وكاكل الطاعنيين ينسون من طعنوهم افترضت انه فعل ونسي من هي ..
قدم الكارت الخاص به (محمد احمد ......) ادركت ان طوال فترة بقائهم معا لم تهتم لتعرف اسم العائلة التي كانت تستعد لتكون جزء منها فهي كانت مغيبة وراء حلم ان تكون هي وهو معا فقط لم تهتم بالكيان العائلي الذي ما انا يطلق لقبهم حتي تلمع عيون المتلقين ---اذا (هو ...محمد احمد .....)
جلس وبدء عرض مشكلته مع موظفين البنك وعقم الاجراءات وانه عميل كبير وقوي وكفيل بنقل كافة معاملته لبنك اخر يكون اقل تعقيدا واكثر مرونة ----ردت بهدوء مع كامل الاحترام لكيانك المالي واالعائلي فأنت تتعامل مع بنك عريق ولولا ما تسميه من عقم اجراءات وعدم مرونة في التعامل لما وثقت انت نفسك ان تضع كل مبالغ ثروتك في امان فيه ...
بتليفون مكتبها قديم الطراز حلت مشكلة العميل الكبير (هو ) ..وعند انصرافه مد يده لمصافحتها شاكرا مجهودها ومردفا شكرا يا( توتة ) ............توتة ....توتة
انه يتذكرها هو يعرف انها توتة ----ان يعرف مع من يتعامل ؟؟؟
سالت دموعها فجأة .....
انصرف .....ولاول مرة من سنوات كان اخرها عند وفاة والدها تركت مكتبها قبل موعد الانصراف ---ذهبت لكل محلات الملابس التي تتعامل معها ..
في الصباح كان القميص لونه ازرق فاتح .......انتهي الحداد
نعم حداد الروح لونه ابيض