الأحد، 22 ديسمبر 2024 04:19 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. اميرة محمد تكتب: التقييم

د. اميرة محمد
د. اميرة محمد

إنه من الطبيعي قيام الانسان بتقييم كل أمر؛ وذلك للوقوف على نجاح أو فشل ما يقوم به الانسان من فعل أمر ما في حياته، إلا أن هناك معايير للتقييم، منها ما هو علمي ولا يقبل التغيير، وهو متعلق بالناحية العلمية والاقتصادية بل والسياسية، وهذا التقييم يكون مبني على أسس ونظريات علمية ثبتت صحتها بنسبة كبيرة بالأدلة والبراهين، فنسبة الخطأ هنا ضئيلة لا تتعدى ربما الواحد في المئة، لكن هناك تقييماً آخر ليس بالعلمي، الذي ثبتت أسسه وصحته بالأدلة العلمية، ولا بالاقتصادي كتقييم وضع مالي لشركة ما أو تتبع مؤشرات البورصة في دولة ما، ولا بالسياسي ، كمعرفة الأسباب التي أدت لاندلاع حرب ما وما مدى تأثير تلك الحرب على اقتصاد وسياسة العالم ، ومن ثم محاولة استشفاف ما قد يحدث مستقبلا كنتيجة حتمية لتلك الحرب.
ومن المعروف أن أي ميزان له كفتين، إحدى هاتين الكفتين تضع عليها المادة المراد وزنها، وهي تكون مادة مادية ملموسة ، والكفة الأخرى تكون عبارة عن قيمة ميزانية معلومة.
ومن الطبيعي أن التقييم أيضا يكون كالميزان له كفتين، لكن التقييم الذي اقصده هنا، هو تقييم معنوي، فاقد لموازيننا الواقعية العادية المادية، فهو تقيم نفس ما، ذلك التقييم الذي قد يصدر من شخص ما تجاه شخص اخر، والذي غالبا ما يكون فاقداً للعدالة؛ خاصة وأنه في الغالب يعتمد على العاطفة، ويبتعد كل البعد عن العقل.
لكن السؤال هنا هو من الذي لابد أن يقوم بالتقييم؟، وما هي الأسس المثلى للتقييم؟، وهل تقييم الأخرين لنا معناه التسليم بتقييمهم تجاهنا؟
كل هذه الأسئلة تستحق في وجهة نظري المتواضعة البحث عن إجابات حقيقية لها؛ نظرا لأهمية التقييم في حياتنا؛ فكلن منا يتم تقييمه منذ الصغر حتى الكبر، وذلك خلال حياته القصيرة وإن طالت.
ففي وجهة نظري وهي ليست إلزامية لأحد، أنه فيما يخص إجابة السؤال الأول، أن من يتولى القيام بالتقييم لابد أن يكون شخص اشبه بالآلة، شخص ينحي قلبه جانبا؛ وذلك كي لا نشعر بمرارة وغصة متى قيمنا بطريقة لا ترضينا، فالتقييم المبني على ما تراه العاطفة وإن كان من شخص مقرب فإنه لم ولن يرضيك؛ لكونه نابع مما تراه الأهواء، وهي متغيرة ترفع قدرك وقت الرضا، وتخسف بك الأرض وقت السخط.
وفيما يتعلق بإجابة السؤال الثاني بخصوص أسس التقييم، فلا شك أن للتقييم أسس كثيرة، لكن في رأيي أهم هذه الأسس هو العدل، وهو أمر ليس بالسهل ويحتاج لشخص حقيقي وهذا العدل بلا شك سنجده ونتخذه منهجا في حياتنا متى عدنا لسيرة سيد الخلق والمرسلين (صلى الله عليه وسلم) وصحبته الكرام رضي الله عنهم جميعا؛ فالعدل أصبح في أيامنا التي تتميز بالتطور والتقدم الغير مسبوق عملة نادرة، لكن بالرجوع لكتب السيرة والتراث سنجد أنه كان أحد مقومات المجتمع في ذلك الوقت.
في حين أن إجابة السؤال الثالث، فإن تقييم الأخرين لنا لا ينبغي أن نسلم به بنسبة 100%؛ لأن الشخص الذي يقوم بالتقييم كما ذكرت مسبقا أحيانا يقع تحت تأثير عاطفته، كما أن الشخص الذي تم تقييمه هو إنسان حاله في تغيير دائم تارة يكون عبد صالح وأخرى يكون عبد فاسد.
فمرحبا بالتقييم إيجابا كان أم بالسلب؛ فالعاقل هنا هو من يحول التقييم لوسيلة يبني بها ويطور نفسه ففي النهاية كلن يرى بعينه، والمحب لا يرى عيوب حبيبه، لكن الحاقد رغم اذاه فهو يبنيك، ومن عيوبك يقربك ويهديك.

د. اميرة محمد التقييم

مقالات الرأي

آخر الأخبار