الأربعاء، 15 يناير 2025 08:25 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

محمد سلطان - يكتب مفاتيح العودة

محمد سلطان
محمد سلطان

شرفت بإعداد وتقديم برنامج توك شو بأسم مفاتيح السعادة على إحدى القنوات الفضائية وكانت فكرة البرنامج تقوم بأن هناك مفاتيح سعادة متواجدة عند كلا منا ولا نعرفها و كنا نعتقد أن السعادة في المال فقط، فكيف نكتشفها و نتعرف عليها وكنا نركز على مفتاح معين في كل حلقة على سبيل المثال مفتاح الفرج ومفتاح الاصرار ومفتاح الامل ومفتاح العزيمة ومفتاح الفضل ومفتاح النجاح و مفتاح الصداقه و مفتاح العوض ومفتاح الحب إلخ...
فهذه المفاتيح تساعد في الإجابة على سؤال هام كيف يمتلك الإنسان السعادة وهو لا يعرف ؟؟
وعند مراجعة محور الحلقات وجدنا أن كل هذه المفاتيح مرتبطة بمفاتيح العودة
فما هي مفاتيح العودة ؟؟؟
هي أحد أهم الرموز التي يعبر بها الفلسطينيون عن تمسكهم بحق العودة إلى أراضيهم المحتلة عام النكبة ١٩٤٨ عندما تم تهجير أكثر من نصف سكان فلسطين حوالي ٢ مليون مواطن حينذاك ، فمفتاح العودة برغم أنه يرمز إلى إصرار الفلسطينيين للعودة إلى أراضيهم ، ولكن يوجد هيكل حديدي ضخم طوله عدة أمتار ووزنه حوالي أكثر من ٢.٥ طن . يوجد هذا المفتاح الضخم مابين مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين وجدار العزل العنصري الذي بناه الاحتلال الإسرائيلي للتضييق على الفلسطينيين حيث أصبح موقعه أيقونة تؤرق المحتل الصهيوني
# تاريخ المفتاح :
قصة تاريخ هذا المفتاح وتحديداً ١٥ مايو من العام ١٩٤٨ علم النكبة العربية والذي يحمل طاقة رمزية كبيرة والتي جاءت فكرته من مبادرة شبابية تحت عنوان مفتاح العودة ، والتي تم الكتابة علي هذا المفتاح عبارة ( ليس للبيع ) باللغة العربية و الإنجليزية.
صدأ مفتاح العودة، ولم يفقد الفلسطينيون الأمل أبدا، خمس و سبعون عاما مر ولم تنتهي الحكاية بل تشابكت أكثر، لعل القضية لم تمت ولكن نحن الذين أصبحنا نموت، جسد لاجئون فلسطينيون حق العودة بمفتاح ضخم حديدي، وضع على مدخل المخيم، البوابة التي دخلوها قبل سبعين عاما وسوف يخرجون منها في الموعد القريب، ومعهم مفتاح العودة. وطبقاً لرمزيته فمفتاح العودة من يملكه يملك ثلاثة :-
١-الرغبة بالعودة.
٢-المكان الذي سيعود إليه.
٣-التأكيد على حق العودة لهذا المكان .
والتفريط في هذا المفتاح يعد تفريط في الوطن ولذلك يوم العودة قادم لا محالة .
مفتاح الحياة المصري القديم وعلاقته بمفتاح العودة الفلسطيني:
قديما منذ عصر الدولة المصرية القديمة كان مفتاح الحياة هو رمز الاهي مرتبط بسر الوجود والحياه والبقاء ومفتاح العودة يجتمع فيه كل اسرار البشر كما ذكرنا وسعادة الفلسطينيين فالارتباط رمزي و فعلي في البقاء والعودة والثبات ومن رمزية مفتاح العودة كان يجوب العالم أجمع في مناسبات ومعارض دولية وثقافية لتعريف العالم بحق العودة للاجئين في برلين العام ٢٠١٢ وفي كندا العام ٢٠٢٢ من خلال مركز شباب ثقافي لمخيم عايدة في بيت لحم فالعودة قريبة والنصر قريب وستفتح الابواب القديمة للمنازل المتروكة منذ أكثر من سبعين عاما.
فمفتاح العودة هو قصة حق العودة الفلسطينيين المهجرين إلى أراضيهم أكثر من ٦.٥ مليون فلسطيني يعيشون في أراضي فلسطين التاريخية وأكثر من ١٧.٥ مليون مشتتين بين بقاع الأرض وفي النهاية يقول المؤرخ البريطاني العالمي ارنولد توينبي ( أن مأساة فلسطين ليست مأساة محلية أنها مأساة العالم لأنها ظلم يهدد السلام العالمي ) .

مفاتيح العودة برنامج توك شو

مقالات الرأي

آخر الأخبار