استجوب مشرعو مجلس النواب الأمريكي، الثلاثاء، أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة "كراود سترايك" لبرمجيات الأمن السيبراني حول انقطاع واسع النطاق للتكنولوجيا هذا الصيف والذي أدى إلى شلل السفر العالمي، وعرقل الوكالات الحكومية، وأرسل الشركات الكبرى إلى محاولة إعادة تشغيل عملياتها عبر الإنترنت.

وكان سبب الانقطاع هو تحديث معيب تم إرساله إلى برنامج"كراود سترايك" الذي يعمل بنظام التشغيل Windows من Microsoft، ما أدخل الأجهزة في دوامة عدم قدرتها على إعادة التشغيل بشكل صحيح.

ووفقًا لما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد أخبر آدم مايرز، نائب الرئيس الأول لعمليات مكافحة الخصوم في "كراود سترايك"، أعضاء لجنة فرعية للأمن الداخلي في مجلس النواب أن الشركة وضعت "ضمانات جديدة" لضمان عدم حدوث مثل هذا الفشل مرة أخرى.

دفع المشرعون مايرز لشرح سبب حدوث الخطأ في المقام الأول وكيف تخطط الشركة للرد على الضرر الذي لحق بالمستهلكين بسبب الانقطاع.

وأبرزت حادثة يوليو مدى اعتماد التجارة والاتصالات الحديثة على حفنة من شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث تقطعت السبل بالمسافرين بعد أن ألغت شركات الطيران الرحلات الجوية، وتعطلت خدمات الطوارئ بعد أن اكتشف مشغلو 911 أن أنظمتهم قد فشلت، كما أوقفت المستشفيات بعض خدماتها.

وقال مايرز: "نحن آسفون بشدة ونحن عازمون على منع حدوث هذا مرة أخرى".

أمريكا وفرنسا وبريطانيا أبرز المتضررين.. التفاصيل الكاملة لـ عطل مايكروسوفت

وبشأن تفسير كيف يمكن أن يكون التحديث الروتيني - من النوع الذي ترسله الشركة من 10 إلى 12 مرة في اليوم - قد يحدث خطأً كبيرًا، قال مايرز: "إن عملية الشركة لفحص التحديثات فشلت في اكتشاف المشكلة". وقال: "لقد تم اختباره على أنه نظيف أو جيد، ولهذا السبب سُمح له بالطرح"،مؤكدا أن الشركة قامت منذ ذلك الحين بتحديث عملياتها الداخلية لتشمل اختبارات أكثر صرامة للحماية من موقف مماثل.

كراود سترايك ستعوض العملاء المتضررين

وحول كيفية تخطيط الشركة لمحاسبة نفسها أمام خسائر العملاء، قال مسؤولون تنفيذيون في كراود سترايك، إنها كانت تكرس 60 مليون دولار لـ "حزم التزام العملاء"، والتي يتم دفعها في شكل ائتمانات للعملاء المتضررين.

وكانت شركة دلتا إيرلاينر قالت إنها خسرت مئات الملايين من الدولارات بسبب الانقطاع. وأعلنت في ملف أوراق مالية قدمته في أغسطس إنها "تسعى إلى رفع دعاوى قانونية ضد كراود سترايك ومايكروسوفت لاسترداد الأضرار الناجمة عن الانقطاع". وقال المسؤولون التنفيذيون في كراود سترايك في وقت سابق إن التأمين من شأنه أن يحد من خسائر الشركة.

وفي رده على تساؤل عما إذا كان الذكاء الاصطناعي قد شارك في إرسال التحديث المعيب، قال مايرز: "لم يكن الذكاء الاصطناعي مسؤولًا عن اتخاذ أي قرار في هذه العملية".

أشارت جلسة الاستماع في المجمل إلى الأسئلة المستمرة التي تطرحها الحكومات حول قوة ونفوذ شركات التكنولوجيا التي تهيمن على عصر الإنترنت الحديث، حيث أنشأ المشرعون في جميع أنحاء العالم قوانين حديثة لتنظيم كيفية قيام شركات مثل Microsoft وAmazon وApple وGoogle وMeta، مالك Facebook وInstagram، بأعمالها التجارية. واتهموا الشركات بترسيخ نفسها من خلال استبعاد المنافسين الأصغر حجمًا، ووضعوا قواعد جديدة لكيفية تعامل منصات التواصل الاجتماعي مع المحتوى، وفقا للصحيفة.