يبدو أن الإعلام الجزائري قد بلغ مستوى جديدًا من "الإبداع"، لكن ليس في المهنية أو المصداقية، بل في تقليد الشعارات وفبركة الأخبار، بعد فشله في تقديم مادة إعلامية حقيقية، لجأ هذا الإعلام فاقد البوصلة إلى أسلوب لم يكن مفاجئًا وهو القرصنة وتقليد هويات إعلامية معروفة مثل "هسبريس" و"الجزيرة" لنشر إشاعات مكشوفة ضد المغرب.

في خطوة تعكس إفلاسًا مهنيًا مدويًا، انتشرت منصات وهمية تحمل "لوجوهات" مزيفة لمواقع إعلامية مغربية وعربية ذات مصداقية، في محاولة لإيهام الجمهور بأن هذه الأخبار المفبركة مصدرها جهات موثوقة، لكن المضحك في الأمر أن صانعي هذه الأكاذيب لم ينجحوا حتى في التقليد بطريقة احترافية، فجاءت النسخ الرديئة كاشفة لغباء صانعيها، ليصبح الإعلام الجزائري اليوم ليس مجرد مصدر للأخبار الزائفة، بل وكيل حصري للأوهام، إذ يعيش على صناعة سيناريوهات من نسج الخيال، فلا تمر مناسبة دون أن يتحفنا هذا الإعلام بإشاعة جديدة، تارة يروج لانهيار وشيك للمغرب، وتارة أخرى يخبرنا أن "الجراد المغربي" سيغزو بلادهم، وكأن المملكة لديها جيوش جراد مدربة على احتلال الحقول الجزائرية!

الأكثر طرافة هو تناقضاتهم السريالية، كيف يمكن أن يكون المغرب "دولة مفلسة" وفي نفس الوقت "يشتري إفريقيا"!! كيف يكون "معزولًا" وهو الذي يستقبل قادة الدول ويطلق مشاريع استراتيجية مع شركاء عالميين!!! الإعلام الجزائري يطلق الأكاذيب بسرعة تفوق سرعة الضوء، لكنه يفشل في حبك سيناريو متماسك، وكأن محرريه يتلقون تعليماتهم من "نادي هواة نظريات المؤامرة".

بينما يستثمر المغرب في تقوية إعلامه وتطوير محتواه الرقمي ليواكب التطورات العالمية، لا يزال الإعلام الجزائري يعتقد أن "الفوتوشوب" و"التزييف" هما سلاحا المعركة،الفرق واضح، المغرب يبني الحقائق، والجزائر تبني الأكاذيب.

إذا كان المغرب قد نجح دبلوماسيًا واقتصاديًا واستراتيجيًا، فإن الإعلام الجزائري نجح فقط في إطلاق أكبر عدد من الإشاعات الفاشلة، وبينما يحتفل المغاربة بإنجازات بلدهم، يقضي الإعلام الجزائري وقته في تعديل اللوجوه على برامج المونتاج الرخيصة، في محاولة بائسة لتزييف الواقع.

في النهاية، تبقى الحقيقة واضحة كالشمس، المغرب يسير إلى الأمام، بينما الإعلام الجزائري لا يزال يحاول إعادة اختراع "التضليل" بنسخة بدائية ومضحكة.