شهدت منطقة تندوف الواقعة في أقصى الجنوب الغربي للجزائرفي الأيام الماضية تطورات خطيرة تنذر بانفجار أمني قد تكون له تبعات تتجاوز حدود المنطقة، فقد تم تسجيل حوادث قتل استهدفت مدنيين صحراويين داخل المخيمات بالرصاص الحي، مايعكس التوتر الداخلي المتصاعد وسط سكان المخيمات الخاضعين لسيطرة جبهة البوليساريو.

جبهة البوليساريو، التي قدمت نفسها طيلة السنوات الماضية ك "حركة تحرير"، أصبحت في الواقع مصدر قلق إقليمي ودولي، حيث تحولت إلى كيان إجرامي يتغذى على الغموض الإديولوجي والدعم العسكري المشبوه، وقد أثبتت التقارير الميدانية وشهادات منشقين عن الحركة أن قيادة البوليساريو باتت تجند ضحاياها من المتجولين والتائهين في الصحراء، مستغلة هشاشتهم وظروفهم الإنسانية الصعبة.

المنظمة الدولية للهجرة (IOM) ومفوضية اللاجئين (UNHCR) لم تتمكنا منذ سنوات من الوصول الكامل إلى المخيمات بسبب منع البوليساريو، وهو ما يعمق المخاوف بشأن حدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كما أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقارير متكررة، أن المخيمات تخضع لرقابة مشددة من قبل الجبهة، وأن حرية التنقل والتعبير معدومة، كما تسجل حالات اختطاف وتعذيب بل وتصفية كل من يرغب في الفرار من المخيمات واللجوء إلى مدن الصحراء المغربية.

في ظل غياب الشفافية حول مصادر تمويل هذا الكيان الوهمي وتسليحه، تزداد الشكوك حول ارتباطات الحركة بتنظيمات متطرفة، مما يعزز فرضية تحولها إلى خزان بشري قابل للانفجار في أي لحظة، لا سيما في ظل تجنيد الشباب وتدريبهم على السلاح في بيئة معزولة عن الرقابة الدولية.

أمام هذه المعطيات الخطيرة، يجب أن يدق ناقوس الخطر، و أن يتصاعد النداء للمجتمع الدولي من أجل التدخل العاجل من أجل تفكيك هذا الكيان الإجرامي وإعلانه منظمة إرهابية، فالوضع هناك تجاوز بكثير حالة اللجوء، فاستمرار الوضع على ماهو عليه قد يقضي إلى انفجار أمني لايمكن التحكم فيه.