300 هجوم.. الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في سوريا.. وتدمير معظم أصول الجيش السوري
بوابة المصريينشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حملة هجومية غير مسبوقة في الأراضي السورية، وفقًا لتقارير في وسائل الإعلام المختلفة وشهادات سوريين لوكالة “رويترز”.
وقالت قوات أمن وضباط سابقون في الجيش السوري لرويترز إن إسرائيل واصلت مهاجمة المنشآت العسكرية ، بينما دمرت العشرات من طائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة بالإضافة إلى أصول تابعة لجيش الحرس الجمهوري في محيط دمشق.
وبحسبهم فإن نحو 300 هجوم لم تترك أيا من أصول الجيش السوري المتفكك.
ونقلت سائل إعلام عبرية، عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أن هذه كانت "واحدة من أكبر العمليات الهجومية في تاريخ القوات الجوية الإسرائيلية".
ووفقًا لهم، تم مهاجمة أكثر من 250 هدفًا عسكريًا في سوريا - بما في ذلك قواعد جيش وعشرات الطائرات المقاتلة والعشرات من أنظمة صواريخ أرض جو وصواريخ أرض أرض ومواقع الإنتاج ومستودعات الذخيرة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر بشكل شبه كامل سلاح الجو السوري من طائرات ومروحيات.
ووفقا للأدلة، وعلى عكس الهجمات التي وقعت في السنوات الأخيرة على الأراضي السورية، فإن الهدف الرئيسي هذه المرة هو أصول الجيش السوري نفسه - وليس شحنات الأسلحة إلى حزب الله أو البنية التحتية الإيرانية.
وبحسب مزاعم وسائل الإعلام العبرية يريد جيش الاحتلال الإسرائيلي منع وقوع الأسلحة الثقيلة في أيدي فصائل المعارضة أو الجماعات الأخرى المعادية لإسرائيل.
خريطة الهجمات
وبحسب خريطة نشرتها بي بي سي، فإن الهجمات الإسرائيلية ركزت على مناطق واسعة في سوريا: مدينة طراطوس على الشريط الساحلي، ومصياف في الوسط، والميادين شرقي سوريا، ودمشق وقواعد مختلفة قريبة. ومن بين الأهداف مركز أبحاث متعلق بتطوير الأسلحة الكيميائية.
ومن غير المعروف عدد الأسلحة الكيميائية التي تمتلكها سوريا، وسبق أن أعلن نظام الأسد أن لديه 1300 طن من الأسلحة الكيميائية التي دمرها، لكن بحسب التقديرات لا يزال هناك مخزون كبير من هذا النوع من الأسلحة.
تدمير الأسطول البحري السوري
قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن سلاح البحرية الإسرائيلي، نفذ، "عملية واسعة النطاق لتدمير الأسطول البحري التابع للجيش السوري".
وذكرت أن "الهجوم نفذ باستخدام البوارج الصاروخية البحرية، وتم خلاله تدمير العديد من السفن التابعة للبحرية السورية، والتي كانت تحمل عشرات صواريخ بحر – بحر، في منطقة مينائي البيضا واللاذقية".
نتنياهو: هضبة الجولان ستبقى إسرائيلية إلى الأبد
من جانبه، أكد رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن القسم الذي تحتله بلاده وضمته من هضبة الجولان السورية سيظل إسرائيلياً "إلى الأبد"، وذلك بعد سقوط رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس المحتلة إنه يشكر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اعترافه بعملية ضم الجولان خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021، مضيفاً أن "الجولان سيكون جزءاً من دولة إسرائيل إلى الأبد".
وأضاف أن "إسرائيل تستخدم كل ما لديها من أدوات لضمان أمنها بعد تغير القيادة السورية".
وادعى أن "عزلة حماس في أعقاب سقوط الأسد تفتح الباب أمام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن (المحتجزين)"، لكنه استدرك أنه من السابق لأوانه قول ما إذا كانت مساعي التوصل لاتفاق لتحرير المحتجزين ستكلل بالنجاح. وقال إنه لن يوقف الحرب على غزة الآن.
التوغل العسكري الإسرائيلي بسورية وصل لحوالي 25 كيلومترا من دمشق
قالت وكالة "رويترز" إن التوغل العسكري لجيش الاحتلال في سورية وصل إلى حوالي 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من دمشق.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: "لقد شوهد توغل دبابات إسرائيلية في أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي، وكنا سعداء بسقوط بشار ولكن المحزن أن كافة مقدرات الجيش السوري تدمر والأراضي السورية تستباح".
وأضاف مدير المرصد السوري: استهدفت إسرائيل قطع عسكرية تابعة لجيش سوريا المستقبل ودمرتها بشكل كامل، 60 غارة جديدة منذ أمس وحتى صباح الثلاثاء، 310 غارات منذ سقوط نظام الأسد وحتى الآن في كامل الأراضي السورية مطارات ومستودعات في أطراف دمشق غرب السلمية في القلمون كلها دمرت".
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الجيش ما زال يعمل فقط في المنطقة العازلة التي تبعد نحو 30 كلم عن دمشق.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، لوكالة الأنباء الألمانية، ان تل أبيب تخطط للاستيلاء على منطقة عازلة داخل سورية وبعض النقاط ذات الأهمية الإستراتيجية.
واستغل جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحاب قوات نظام الرئيس بشار الأسد من مواقعها العسكرية ليتوغل في مناطق إستراتيجية بمحافظة القنيطرة جنوب سورية.
وتدار المنطقة منزوعة السلاح بموجب اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل عام 1974، مما يجعل التوغلات فيها خرقا لهذه الاتفاقية، إلا أن إسرائيل تبرر تحركاتها بالضرورات الأمنية.
الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بالانسحاب
أعلنت الأمم المتحدة أن تقدم القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل يشكل "انتهاكا" لاتفاق فض الاشتباك المبرم بين إسرائيل وسورية في 1974.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن القوة الأممية المكلفة مراقبة فض الاشتباك (يوندوف) "ابلغت نظراءها الإسرائيليين أن هذه الافعال تشكل انتهاكا لاتفاق 1974 حول فض الاشتباك"، موضحا أن القوات الاسرائيلية التي دخلت المنطقة العازلة لا تزال تنتشر في ثلاثة أماكن.
وشدد على أنه "يجب ألا تكون هناك قوات أو أنشطة عسكرية في منطقة الفصل. وعلى إسرائيل وسورية الاستمرار في تنفيذ بنود اتفاق 1974 والحفاظ على استقرار الجولان".
وفي رسالة وجهها الإثنين إلى مجلس الأمن الدولي، جدد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، التأكيد على أنّ الإجراءات التي اتّخذتها إسرائيل في المنطقة العازلة هي "محدودة ومؤقتة"، مشددا على أن القوات الإسرائيلية ستواصل "العمل بالقدر اللازم لحماية دولة إسرائيل ومواطنيها في ظل الاحترام الكامل للقانون الدولي".
وأضافت الرسالة أنه "من المهم التأكيد على أن إسرائيل لا تتدخّل في الصراع الدائر بين الجماعات المسلحة السورية، فتحركاتنا تركز فقط على الحفاظ على أمننا".
وذكر السفير الإسرائيلي بأن فصائل مسلحة دخلت السبت إلى المنطقة العازلة، حيث هاجمت مواقع لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف)، في حادثة كانت القوة الأممية أكدت حدوثها بقولها إن "أفرادا مسلحين مجهولي الهوية" دخلوا يومئذ المنطقة العازلة آتين من سورية.
واحتلت إسرائيل قسما من هضبة الجولان السورية خلال حرب الأيام الستة عام 1967. وتم إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تحت سيطرة الأمم المتحدة، في أعقاب اتفاق لفض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية عام 1974 بعد حرب اكتوبر عام 1973. وضمت إسرائيل القسم المحتل من الجولان عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.