منذ انطلاقه في عام 1998، أصبح "جوجل" جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لمليارات المستخدمين حول العالم، بوصفه بوابة الوصول الأولى إلى معلومات الإنترنت، لكن رغم استخدام الاسم يوميًا، كثيرون لم يدركوا حتى الآن أن "Google" ليس فقط اسمًا شهيرًا، بل هو في الأصل خطأ إملائي، وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية

خلال 27 عامًا من التطور والنمو، تحوّل جوجل من مجرد محرك بحث إلى إمبراطورية تكنولوجية تدير خدمات كبرى مثل Gmail ويوتيوب وGoogle Workspace، بالإضافة إلى استحواذها على شركات مثل Fitbit، وإطلاقها لهواتفها الذكية ضمن سلسلة Pixel.

الاسم الأشهر في الإنترنت.. خطأ إملائي لطفل عمره 9 سنوات

القصة بدأت في جامعة ستانفورد عام 1995، حين التقى لاري بيج وسيرجي برين وبدآ العمل من غرف سكن الطلاب على تطوير محرك بحث جديد يعتمد على الروابط لتحديد أهمية الصفحات. أطلقا عليه أولاً اسم Backrub، قبل أن يبحثا عن اسم جديد يعكس رؤيتهما.

كانت المهمة التي حددها المؤسسان واضحة: "تنظيم معلومات العالم وجعلها متاحة ومفيدة للجميع". وبينما كانا يفكران في اسم يعبر عن حجم البيانات التي سيتعامل معها المحرك، استقرا على كلمة Googol – وهي رقم ضخم يعادل 1 متبوعًا بـ100 صفر.

لكن عند تسجيل الاسم، حدث الخطأ: أحد الأصدقاء كتب الكلمة خطأ على الورق باسم Google بدلاً من Googol. والغريب أن هذا الخطأ بقي، وأصبح لاحقًا أحد أشهر العلامات التجارية في العالم!

ما أصل كلمة "Googol"؟

الكلمة نفسها ليست حديثة، بل اخترعها طفل يبلغ من العمر 9 سنوات يُدعى ميلتون سيروتا في عام 1920، وهو ابن شقيق عالم الرياضيات الأمريكي إدوارد كاسنر. ورد ذكر الكلمة لاحقًا في كتاب كاسنر "الرياضيات والخيال"، بهدف التعبير عن الأعداد الضخمة التي لا يمكن تخيلها.

يُعتقد أن الإلهام وراء التسمية جاء من شخصية كرتونية تُدعى Barney Google، لكن استخدام الكلمة لأغراض علمية ظل شائعًا بين علماء الرياضيات.

نظريات خاطئة: "Google" ليس اختصارًا

على الرغم من الرواية الرسمية حول أصل الاسم، انتشرت نظريات بديلة حول معناه. ففي أحد منشورات موقع Quora، زعم أحد المستخدمين أن "Google" اختصار لعبارة: Global Organization of Oriented Group Language of Earth أي "المنظمة العالمية للغة المجموعة الموجهة للأرض".

لكن هذه النظرية لا أساس لها من الصحة، ولا يدعمها أي دليل رسمي، خاصة أن مؤسسي جوجل أنفسهم أوضحوا أن الاسم جاء من الخطأ الإملائي للكلمة الرياضية "Googol".

من مشروع جامعي إلى شركة بمليارات الدولارات

سرعان ما جذب مشروع Google أنظار المستثمرين. وكان أول من آمن بالفكرة هو أندي بيكتولشايم، أحد مؤسسي Sun Microsystems، الذي قدم شيكًا بـ100 ألف دولار، ما شكّل انطلاقة الشركة. تبعه دعم من رجال أعمال مثل جيف بيزوس مؤسس أمازون، ورام شيرام، ليصل إجمالي الاستثمار في عام 1998 إلى أكثر من 300 ألف دولار.

اليوم، تنفذ جوجل أكثر من 3.5 مليار عملية بحث يوميًا، أي ما يعادل 1.2 تريليون عملية بحث سنويًا، وفقًا لموقع Internet Live Stats. وبعد سنوات من العمل المتقطع، أعلن بيج وبرين انسحابهما من إدارة شركة Alphabet (الشركة الأم لجوجل) في عام 2019.

أما الآن، فتبلغ قيمة Alphabet السوقية أكثر من 1.8 تريليون دولار، ما يضعها في صدارة شركات التكنولوجيا العالمية.