”جريمة منتصف الليل”.. دراما تشويقية تجمع الحبكة المتقنة بالأداء المتميز


نجح الكاتب محمد الغيطي في تقديم تجربة درامية مميزة من خلال مسلسله الجديد "جريمة منتصف الليل"، الذي استطاع أن يجذب المشاهدين منذ الحلقات الأولى بفضل حبكته المشوقة وإيقاعه السريع، مما جعله بعيدًا عن أي ملل، العمل يتسم بحوار قوي وأداء متقن من جميع الممثلين، إلى جانب عنصر التشويق الذي يبقي الجمهور في حالة ترقب دائم.
تدور أحداث المسلسل في إطار تشويقي بوليسي حول جريمة قتل غامضة تقع في وقت متأخر من الليل، حيث تُقتل طالبتان داخل سكن إحداهما، ما يفتح الباب أمام سلسلة من الأحداث المثيرة، الشبهات تحوم حول عدة شخصيات، ومع تصاعد التحقيقات، تتكشف تفاصيل خفية عن الضحيتين وحياتهما المزدوجة.
المسلسل لا يكتفي بتقديم قصة جريمة غامضة فحسب، بل يتعمق في عوالم الطلبة الجامعيين والأساتذة، ويستعرض قضايا الفساد داخل بعض الجامعات الخاصة، إلى جانب المشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجه الجيل الجديد.
شارك في بطولة "جريمة منتصف الليل" نخبة من النجوم الذين تألقوا في أدوارهم ببراعة، على رأسهم رانيا يوسف التي تجسد شخصية "ريري"، راقصة سابقة ووالدة الطالبة "ميسون"، ولها ظهور محدود في مشهدين للرقص لم تتجاوز مدتهما ثوانٍ، كما يجسد أحمد عبدالعزيز دورًا محوريًا في الأحداث، بالإضافة إلى صلاح عبدالله الذي يقدم شخصية مليئة بالغموض والتناقضات، أما ميار الغيطي والتي تجسد دور الطالبة "ميسون"، إحدى الضحايا والتي تبدع كعادتها ببساطتها وموهبتها التي تزداد نضجا في كل عمل فني.
أحد أبرز مميزات المسلسل أنه يخلو تمامًا من الكلمات المبتذلة، مما يجعله مناسبًا للمشاهدة العائلية، الحوار سلس وقوي، يحمل رسائل اجتماعية مهمة دون مباشرة أو إسفاف، وهو ما يُحسب للكاتب محمد الغيطي الذي اعتاد تقديم دراما جادة وهادفة.
يُعد محمد الغيطي واحدًا من أبرز الكتاب في الدراما المصرية، حيث قدم أعمالًا لاقت نجاحًا واسعًا، من أبرزها:"ملح الأرض" مع الفنان محمد صبحي، "حد السكين" بطولة هدى سلطان وجميل راتب وعبلة كامل، "صرخة أنثى"، الذي نال جوائز عدة، من بينها جائزة حقوق الإنسان من الأمم المتحدة، "بنت من الزمن ده"، وهو مسلسل أثار جدلًا كبيرًا عند عرضه، وقد تعاقد الغيطي مؤخرا على مسلسل مصري مغربي بعنوان "جسر الجن"، يجمع نجومًا من البلدين، وسيتم تصويره في مواقع أثرية مصرية ومغربية.