الإثنين، 10 مارس 2025 07:49 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

الفن والثقافة

«ولاد الشمس».. دراما نظيفة تعيد رسم الحارة المصرية بعيدا عن الكليشيهات

بوابة المصريين

نجح مسلسل ولاد الشمس في تقديم صورة واقعية لواحدة من أكثر الفئات المهمشة في المجتمع، وهي أطفال دور الرعاية وأطفال الشوارع، دون السقوط في فخ الابتذال أو التناول السطحي المعتاد. العمل الذي جاء بإنتاج من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، حرص على إبراز الحارة المصرية الشعبية بوجهها الحقيقي، بعيدا عن التنميط الذي طالما حصرها في صورة البلطجة والمخدرات والإباحية. هذه المرة، قدمت الدراما مجتمعا شعبيا نابضا بالحياة، بأهله الطيبين وقيمه المتجذرة، دون الحاجة إلى ألفاظ خارجة، أو مشاهد مبتذلة، أو شخصيات مستهلكة مثل الراقصات وتجار المخدرات.

- الحارة الشعبية.. بين الحقيقة والتشويه الدرامي

لطالما كانت المناطق الشعبية مادة دسمة للدراما المصرية، لكن للأسف غالبا ما يتم تقديمها بصورة مشوهة، وكأنها لا تخلو من العنف والفساد. ولاد الشمس كسر هذا النمط المعتاد، وقدم بيئة شعبية واقعية، لكنها بعيدة عن الإسفاف، حيث تتجلى العلاقات الإنسانية في أصدق صورها، كما تعكس شخصيات المسلسل مشاعر الفقد والصراع النفسي بصدق ودون مبالغة.

- بابا ماجد.. الشر الناعم وميزان الأحداث

منذ ظهوره الأول في المسلسل، نجح محمود حميدة في خطف الأنظار بدور بابا ماجد، مدير دار الأيتام الذي يجمع بين الحنان الظاهري والتلاعب النفسي. بعيدا عن الأداء الصاخب والمبالغ فيه الذي يتبناه بعض الممثلين عند تقديم دور الشرير، استطاع حميدة أن يجعل الشخصية أكثر رعبا وتأثيرا بأسلوبه الهادئ والمتحكم، حتى أن صمته في بعض المشاهد كان أكثر تهديدا من الكلام.

ما يميز بابا ماجد ليس فقط سلطته على الأطفال في الدار، بل طريقته في كسب ثقتهم والتلاعب بعواطفهم، مستخدما أسلوبه الناعم والمخادع، مما جعله شخصية متناقضة يصعب تصنيفها بسهولة.

- أحمد مالك وطه دسوقي.. جيل جديد يثبت نفسه

في كل مشهد، يثبت أحمد مالك أنه ممثل قادر على التنوع والتلون، بعيدا عن الصورة النمطية التي حصره فيها البعض. شخصية "ولعة" كانت تحديا كبيرا له، حيث تمكن من تقديم شاب من بيئة شعبية، لا بالشكل الكاريكاتوري المعتاد، بل بواقعية وتلقائية جعلت منه واحدا من أقوى عناصر المسلسل.

أما طه دسوقي، فاستطاع أن يبرز موهبته في دور "مفتاح" العقل المدبر، وهو شخصية معقدة تحمل ذكاء وخبثا في آن واحد. تفوق دسوقي في إبراز أبعاد الشخصية، وأثبت أنه قادر على المنافسة بين نجوم الدراما رغم صغر سنه.

-السيناريو والإخراج.. كيف نجح العمل في صناعة حالة واقعية؟

تميز السيناريو، الذي كتبه مهاب طارق، بقدرته على رسم شخصيات متعددة الأبعاد، كل منها يحمل داخله جروحا نفسية وأزمات متراكمة، تجسدت في أفعالهم وخياراتهم خلال الأحداث. بينما جاء إخراج شادي عبد السلام ليدعم هذا البناء الدرامي، مستخدما إضاءة وألوانا سينمائية تعكس الحالة النفسية للأبطال، مع مشاهد أكشن ومطاردات نفذت بحرفية، لتضيف بعدا بصريا جذابا للمسلسل.

ولاد الشمس لم يكن مجرد مسلسل درامي، بل شهادة حقيقية تعكس معاناة فئة مهمشة من المجتمع، بأسلوب بعيد عن المبالغة أو الإثارة المجانية. لم يعتمد العمل على الاستجداء العاطفي أو المبالغة في تصوير القهر، بل قدم قصص أبطاله بلغة واقعية جعلت المشاهد يشعر وكأنه جزء من الأحداث.

هذا المسلسل هو دليل واضح على أن الدراما الراقية يمكن أن تحقق نجاحا دون الحاجة إلى الإيحاءات أو العنف المفرط، وأن تصوير الحارة المصرية لا يجب أن يكون مقرونا بالبذاءة أو المبالغات السلبية. ولاد الشمس ليس مجرد مسلسل، بل رسالة حقيقية بأن الدراما النظيفة والواقعية ما زالت قادرة على ترك بصمة في قلوب المشاهدين.

 ولاد الشمس .ولاد الشمس .

 ولاد الشمس .ولاد الشمس .

 ولاد الشمس .ولاد الشمس .

 ولاد الشمس .ولاد الشمس .

الفن والثقافة

آخر الأخبار