احتجاجات فرنسية بسبب محاكمة بوعلام صنصال وسط أنباء عن وفاته في المعتقل


تواجه السلطات الجزائرية انتقادات تتعلق بحرية التعبير عن الرأي، ازدادت حدتها بعد توقيف الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال منتصف نوفمبر 2024 لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائر، بل وترددت أنباء بأن الروائي الجزائري ربما يكون قد توفي نتيجة التعذيب أثناء اعتقاله قبل أيام من محاكمته المعلنة، لم يصدر أي تأكيد رسمي، لكن يقال أن الإعلان عن الحكم بسجنه عشر سنوات لم يكن سوى محاولة للتغطية على وفاته، خاصة أن السلطات منعت أي زيارات له سواء في المستشفى أو في السجن، ولم يُسمح لأي جهة مستقلة بحضور جلسة المحاكمة المغلقة.
ولد بوعلام صنصال عام 1949 بالجزائر، هو أحد أبرز الكتاب الجزائريين الذين واجهوا النظام بانتقاداته الحادة للاستبداد والفساد، شغل مناصب حكومية في وزارة الصناعة قبل أن يُقصى بسبب آرائه الجريئة، بدأ مسيرته الأدبية في سن متأخرة، واشتهر برواياته التي تسلط الضوء على قضايا الهوية والتاريخ والقمع السياسي، رغم شهرته الدولية، لم يتردد النظام الجزائري في الزج به في السجن بتهم فضفاضة مثل "المساس بوحدة الوطن" و"إهانة هيئة نظامية"، وهي التهم التي تستخدم غالبا لإسكات الأصوات الحرة.
سرعة النطق بالحكم دون جلسات علنية، إلى جانب التكتم على وضع صنصال داخل السجن، أثارت الشكوك حول وفاته تحت التعذيب، ويعتقد بعض المراقبين أن هذه ليست سوى حلقة أخرى في سلسلة تصفية المعارضين داخل السجون الجزائرية، كما حدث مع شخصيات سياسية انقطعت أخبارهم تماما منذ اعتقالهم.
في نفس السياق، تتواصل الدعوات للإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، حيث دعت لجنة فرنسية داعمة له إلى مظاهرة في باريس الثلاثاء، احتجاجا على الحكم بالسجن عشر سنوات الذي طالبت به النيابة الجزائرية، معتبرة أنه بمثابة "حكم بالإعدام"، يأتي ذلك وسط تصاعد التوتر بين باريس والجزائر.