د. رشا محمد تكتب: هل يُطفئ الصمت لهيب الحب
بوابة المصريينالخرس الزوجي هو انقطاع الحوار بين الزوجين، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية تمتد إلى جميع أفراد الأسرة. قال الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً" (الروم: 21)، مشيرًا إلى أهمية العلاقة القوية بين الزوجين التي تُبنى على المودة والرحمة، والتي تتطلب تواصلًا فعّالًا ليشعر كل منهما بالراحة والأمان.
تأثير الخرس الزوجي على الأسرة
يعاني الزوجان من مشكلات نفسية عندما يغيب التواصل، ما يخلق بيئة متوترة للأطفال. وقد جاء في الحديث الشريف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله" (رواه الترمذي)، مؤكدًا أن الزواج الناجح يتطلب اهتمامًا متبادلًا يعزز الألفة والسعادة داخل الأسرة.
أسباب الخرس الزوجي
تتعدد أسباب الخرس الزوجي ومنها:
الضغوط اليومية والروتين: تؤدي إلى الابتعاد عن الحوار المتجدد.
عدم توافق الاهتمامات: يشعر كل طرف بانعدام التفاهم.
الضغوط الاقتصادية: تضيف عبئًا نفسيًا يؤدي إلى صعوبة التواصل.
علاج الخرس الزوجي
يمكن اتباع بعض الخطوات للتغلب على الخرس الزوجي:
الالتزام بالتواصل اليومي: الحديث حول اليوم وأحداثه يعزز التواصل.
ممارسة الأنشطة المشتركة: يساعد قضاء الوقت في أنشطة ممتعة على تقوية العلاقة.
الاستماع الفعّال: الإنصات لشريك الحياة يساعد في التعبير عن المشاعر وحل الخلافات.
قواعد العلاج من كتب الإرشاد الزواجي
ينصح الدكتور جون جوتمان في كتابه "مبادئ الزواج السعيد" (1999) بأهمية "التعاطف" و"الرفق" كأدوات تساعد في تقوية العلاقات وإعادة بناء الثقة بين الزوجين.
ويضيف الدكتور جاري تشابمان في كتابه "لغات الحب الخمس" (1992) أن فهم لغة الحب لدى الطرف الآخر يعزز من شعورهم بالتقدير والأمان، ويمكّن الزوجين من التعامل مع احتياجات بعضهما بوعي.
خاتمة
الخرس الزوجي ليس إلا مرحلة يمكن تجاوزها بإعادة إحياء التواصل والاهتمام بين الزوجين. إن اتباع أساليب التعاطف والتفاهم من الكتاب والسنة، والتطبيق العملي لقواعد الإرشاد الزواجي، يساعد على بناء علاقة صحية ومتينة تحمي الأسرة وتخلق بيئة متوازنة للأطفال